تنظيم داعش

أعلن قادة ميدانيون مطلعون بعد ما يزيد على ستة أشهر, منذ سيطرة التنظيم المتطرف "داعش"، على مدينة الرمادي في محافظة الأنبار, وقيام القوات الأمنية العراقية وبتغطية جوية من التحالف الدولي, بمحاصرة المدينة, أن الكثير من المتطرفين المتبقين في المدينة لا يتجاوز الـ 300 متطرف فقط، فيما سيكون الجزء الباقي صعب التحرير وقد يأخذ أسابيع, لكونها ستكون معركة مدن, الأمر الذي يصعب عملية استعادة المحافظة بشكل تام، في حين أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر, أن الحكومة الأميركية ستوفر مروحيات هجومية لعملية الرمادي تحت عملية مسماة "إنهاء المهمة"، شريطة أن تطلب الحكومة العراقية ذلك رسميًّا.
وجاء في التقرير الذي أوردته شبكة "كولف نيوز", أن "المعلومات التي حصلت عليها من قادة ميدانيين عراقيين وضباط أميركيين مطلعين, ورفضت الكشف عن أسمائهم", تؤكد بأن العدد المتدني لمقاتلي "داعش" في المدينة قد أتى نتيجة للخناق الشديد الذي فرض عليهم في المدينة, وكذلك تعرضهم إلى هزائم شديدة على أطرافها مع تقدم القوات العراقية، وتكاثف الطلعات الجوية, وكذلك فقدانهم للدعم المحلي. 
وأكدت الشبكة أيضًا, أن المتطرفين المتبقين يتحصنون خلف مناطق شاسعة من المنازل المفخخة، وخطوط دفاعية مكونة من انتحاريين وسيارات مفخخة, فيما يتوقع أن يشن التنظيم هجومًا أخيرًا في داخل شوارع المدينة, خصوصًا بعد أن وقعت مواقع رسمية عدة تابعة له في يد القوات الأمنية, وكشف خلالها عن وثائق متباينة في الطبيعة المعلوماتية التي تمتلكها, على حد تعبير الشبكة.
ويأتي هذا في الوقت الذي رفع فيه المدنيين في داخل مدينة الرمادي, أعلامًا بيضاء فوق منازلهم للإشارة إلى وجودهم فيها للقوات العراقية المتقدمة, بينما هُرع آخرون للهرب من مناطق التنظيم تجاه الخطوط العراقية, فيما فتح أعضاء التنظيم المتطرف النار على كل من قابلوه محاولًا الخروج من مناطقهم، كما أوردت الشبكة, حيث حاول التنظيم استغلالهم كدروع بشرية, وإجبار بعضهم على دفع مبالغ طائلة للسماح لهم بالخروج من مناطق النزاع.
يُذكر أن قادة قبليين ومنهم الشيخ سفيان العيثاوي قد أكدوا للشبكة, بأن التقدم العسكري الأخير قد نجح في تحرير جميع المناطق المحيطة بمدينة الرمادي, الأمر الذي أوقع الأخيرة في حصار سهل متسببًا في تدهور الأوضاع للتنظيم المتطرف في داخلها.
كما أشارت الشبكة أيضًا, ونقلا عن المصادر ذاتها, بان المتبقي من مدينة الرمادي, سيكون صعب التحرير وقد يأخذ أسابيع, لكونها ستكون معركة مدن, الأمر الذي يصعب عملية استعادة المحافظة بشكل تام, مشددة في الوقت ذاته على أن النصر في مدينة الرمادي بات مؤكدًا في ظل المعطيات الحالية الدائرة على الأرض.
ومن الجدير بالذكر فإن الناطق باسم التحالف الدولي في بغداد الكولونيل ستيف وارن, قد أكد للصحافيين، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحافي, بالقول "ان استعادة الرمادي عملية بطيئة, والقتال في المدن صعب جدًّا, ومخيف وقد يكون مميتا", مشيرا إلى إن المعلومات الأولية للتحالف الدولي قد أكدت بان إعداد المتطرفين التنظيم في الرمادي تتراوح بين 600 الى 1000 مقاتل , مؤكدًا, بان القصف الدولي قد الحق خسائر بالتنظيم لا تقل عن 350 قتيلًا، خلال الفترة الماضية, دون بيان نسبة الجرحى والهاربين.
وأشار وارن أيضًا, إلى أن أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة للقصف والعمليات العسكرية لم يعرف الى الآن, في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر, أن الحكومة الأميركية ستوفر مروحيات هجومية لعملية الرمادي تحت عملية مسماة "إنهاء المهمة"، شريطة ان تطلب الحكومة العراقية ذلك رسميًّا, حيث أشارت الشبكة أيضا نقلا عن مسؤول عراقي رفيع رفض الكشف عن اسمه, إلى أن الحكومة العراقية ستطلب هذه المروحيات خلال المدة القريبة المقبلة بسبب طبيعة العمليات.