وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش

توقع وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور أنور قرقاش أن تحقق القمة الخليجية الأميركية في كامب ديفيد، خطوات متقدمة في الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وأكد أن اللقاء يأتي وسط أجواء من القلق المرتبط بسياسات إيران المتهورة والممتدة في عالمنا العربي، وكيفية إقناعها بأن تمارس دوراً معتدلاً في المنطقة، على الرغم من عدم وجود إشارات لتحقيقها ذلك.

وأوضح قرقاش أن "السياسة الخارجية الحكيمة للدول تتطلب عدم التصرف الغرائزي، فتوجه البعض نحو سياسات محكومة بالغرائز الطائفية أو العصبية لا يعني بالضرورة أن نتخذ نفس الأسلوب، فالمسؤولية تقول أنّ ردّنا على التدخلات في عالمنا العربي يجب أن يكون عقلانيًا فأي حلول أخرى ستقسم بالدرجة الأولى منطقتنا العربية، ولا شك أن الحلول العقلانية من الصعب تسويقها وسط بعض السياسات العدوانية، ولكن يجب التمسك بالعقلانية لأنها الضامنة للمستقبل.

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور أنور قرقاش في جلسة حوارية رئيسية ضمن أعمال منتدى الإعلام العربي المنعقد في دبي، وبيّن أن "دولة الإمارات اليوم تختلف عن الـ40 عامًا الماضية فحدود علاقتها السياسية وقدراتها الاقتصادية باتت أكبر، ومع ذلك فهي لا تطمح لدور إقليمي إنما تعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة العربية، فدورنا مساندة قيم الاعتدال في عالمنا لذا فإننا نوجه إمكانياتنا نحو تحقيق الاستقرار، ودورنا أساسا هو دور مشترك ضمن فريق عربي معتدل يسعى لحل القضايا العربية ضمن البيت العربي.

وشدد قرقاش على أن "الاعتدال والوسطية في التعامل مع القضايا كافة، هو نهج الإمارات، والنهج الذي يجري العمل لتوثيقه في المنطقة العربية بشكل عام، وهو الأمر ذاته الذي يتم التعامل به حاليا حتى مع القضايا الملتهبة ومنها توقعات تعامل إيران مع المنطقة بعد اتفاقها النووي.

وأكد أن دعم الدول العربية  يتم ضمن خطوات تراتبية تبدأ من السياسة ثم إعادة الإعمار وأخيرا التنمية"، مؤكدا أن "الوضع اليمني يندرج ضمن هذا المنظور والمرحلة الحالية هي مرحلة الاستقرار السياسي، وهناك قناعة لدى دول الخليج بأن الوضع في اليمن يحتاج إلى مقاربة جديدة وحديثة.

وعرضت الجلسة التي شارك فيها الدكتور قرقاس تقريرًا ذكر عدد من مشاريع الدعم التي قدمتها الإمارات لمصر، وعلق قرقاش بأن "سياسة الإمارات في دعم مصر تعد إرثًا مستمدًا من مؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، وربط بين قدرة العالم العربي على النهوض، ونهوض مصر أولاً، مشيراً إلى أن "إمكانية إيجاد عالم عربي معتدل وسطي يعتمد في الأساس على مصر كونها المصدر الأساسي لهذه الثقافة في المنطقة".

وأوضح قرقاش أن"مشاريع دعم مصر كان لها معياري قياس، الأول هو الوصول للشريحة المهمشة في مصر لدعم دور الحكومة هناك، والثاني إمكانية الإنجاز الفعلي خلال عامين ونصف فحسب، ما يدعم مصداقية الحكومة المصرية وشراكاتها مع الإمارات".