عاشت الحدود اللبنانية السورية الشرقية ليلة صعبة من القصف السوري الذي استهدف معظم القرى اللبنانية الممتدة من وسط البقاع في اتجاه البقاع الشمالي على طول السلسلة الجبلية الشرقية الفاصلة بين البلدين في مناطق مقابلة لمناطق التوتر السورية في ريف دمشق. في وقت سجلت فيه قيادة الجيش اللبناني خرقاً إسرائيلياً على الحدود الجنوبية في منطقة متحفظ عليها من الجانب اللبناني عندما تم ترسيم الخط الأزرق الوهمي للحدود العام 2000 في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب في 25 أيار/مايو.   فبعد القصف السوري الذي طاول بلدة عرسال الحدودية في سلسلة الجبال الشرقية الفاصلة بين لبنان وسورية، تطوّرَ الوضع العسكري ليلاً عند هذه السلسلة في اتجاه الجنوب، حيث سقط عدد من الصواريخ في خراج بلدات النبي شيت وسرعين والناصريَّة وماسا ورياق، مصدرها مواقع لـ"الجيش السوري الحر" في المنطقة الحدودية الجبلية السورية. وإثر هذا القصف، دارت اشتباكات بين "الجيش الحر" و"حزب الله" عندَ السلسلة الشرقية، خصوصاً مقابل بلدتي النبي شيت والخضر، وفقَ ما أفادت مصادر أمنية. وذكرت معلومات أن مقاتلي "الحزب" سيطروا على الوضع في التلال المُحيطة في بلدتي حام ومعربون في ريف دمشق، وصولاً إلى الجرود المحاذية لبلدة النبي شيت. وبعد ساعات على إعلان لبنان نيته تقديم شكوى إلى مجلس الأمن والجامعة العربية بسبب القصف السوري لبلدة عرسال، أعلنت قيادة الجيش السوري في بيان أذاعته ليلاً أن "القوّات المسلحة استهدفت مجموعة مسلّحة حاولت الفرار من الأراضي السوريّة إلى عرسال، فأصيب البعض وفرّ الآخرون إلى منطقة عرسال فلوحقوا بالنيران". وإذ أكّدت القيادة "استمرارها في حماية الأراضي السوري والمحافظة على سلامة مواطنيه وأمنهم"، أبدت حرصها على احترام سيادة لبنان وأراضيه وسلامة أهله".  وجاء الموقف السوري في أعقاب البيان الذي صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، الذي قال "عند الساعة 13,50 من بعد ظهر الأربعاء، خرقت طوافة حربية قادمة من الجانب السوري الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال، حيث أطلقت صاروخين من مسافة بعيدة في اتجاه ساحة البلدة، ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات. وأعلن البيان أن وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة، اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل".  وفي الانتهاك الإسرائيلي الجديد صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي "عند الساعة 14,00 من بعد ظهر الأربعاء، وفي انتهاك جديد للسيادة اللبنانية، أقدمت دورية راجلة تابعة للعدو الإسرائيلي مؤلفة من تسعة عناصر، على اجتياز السياج التقني لمسافة ثمانين متراً ضمن بقعة متحفظ عليها لبنانياً في منطقة العباسية، وتولت حمايتها دورية مؤللة من خلف الساج. وفور حصول الخرق المذكور، اتخذت وحدات الجيش التدابير الدفاعية اللازمة. كما حضرت إلى المكان دورية تابعة للقوات الدولية وباشرت بإجراء الاتصالات لمنع تفاقم الوضع. وغادرت الدورية المعادية عند الساعة 18,00 في اتجاه الأراضي المحتلة".