الجيش الليبي

تمكنت قوات الجيش الليبي، أمس الجمعة، من السيطرة على منطقتي العزيزية وورشفانة، جنوب طرابلس وشرقها، وتمركزت في منطقة كوبري الزهراء بعد سيطرتها على معسكر اللواء الرابع، وذلك تحت ستار قصف جوي نفذته طائرات الجيش على قوات «فجر ليبيا» التي انسحبت في اتجاه منطقة السواني.

وتلا ذلك سيطرة قوات القبائل المتحالفة مع الجيش على منطقة بئر الغنم وتقاطع معروف بحرف «تي» إضافة إلى سيطرتها على منطقتي بئر الجديد والوغانة.

ويفسح هذا التقدم في حال استمرار وتيرته، في المجال أمام الجيش للتقدم في اتجاه المدخل الجنوبي للعاصمة طرابلس واستعادة السيطرة على مطارها الذي تنتشر فيه قوات «فجر ليبيا».

وبثت مواقع موالية للجيش صوراً لدخول عناصره إلى بلدة العزيزية وسط ترحيب السكان.

وأتى ذلك غداة إعلان القيادة العامة للجيش الليبي «بدء عملية تحرير العاصمة» طرابلس.

وأفاد بيان صادر عن غرفة عمليات الجيش الليبي في المنطقة الغربية، بأنَ قوات الجيش وبعض الوحدات العسكرية المتمركزة في منطقة بئر الغنم يدعمها سلاح الجو الليبي، بدأت في التقدم لدحر ميليشيات «فجر ليبيا».

وأكدت الغرفة في بيان أنَ ساعة الخلاص من هذه الجماعات المتطرفة اقتربت، داعية كل الليبيين الشرفاء إلى التحرك والمساهمة في تحرير الوطن من هذه الجماعات ومن يساندها من بعض الأفراد والجماعات التي خانت الوطن ودماء الشهداء.

وأضاف البيان أنَ هدف قوات الجيش الوطني الليبي خلال المرحلة المقبلة سيكون تحرير العاصمة طرابلس، وكل المدن الليبية من هذه الجماعات، متوجّهة بنداء إلى كل الليبيين في كل المدن الليبية وبالأخص المدن الكبيرة منها الواقعة تحت سيطرة هذه الجماعات على غرار الزاوية وغريان وغيرها، التحرك والمساهمة في معركة الوطن.

وترافق هذا التطور مع استئناف جلسات الحوار الليبي في المغرب، وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، أنَ أمام الأطراف الليبيين ثلاثة أيام للوصول إلى اتفاق نهائي حول مسودة معروضة على المتفاوضين تبحث ثلاثة ملفات تتعلق بحكومة الوحدة الوطنية والترتيبات الأمنية وإجراءات الثقة.

وأضاف ليون خلال مؤتمر صحافي، قبل انطلاق الجولة الثانية من الحوار الليبي في منتجع الصخيرات جنوب العاصمة الرباط، أن هناك حاجة ملحة للوصول إلى اتفاق، ونعتقد أنه ينبغي أن تكون هذه الجولة حاسمة.

وانطلقت مفاوضات «الفرصة الأخيرة» برعاية الأمم المتحدة في الصخيرات، بين ممثلي السلطات في طبرق المعترف بها دولياً والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، لكن مصادر أشارت إلى أن المباحثات ستتم في شكل غير مباشر.

وأوضح ليون أنَ أطراف الحوار الليبي عبروا عن الرغبة في مواصلة هذا النظام من المحادثات غير المباشرة، لكنه عبّر عن اعتقاده في إمكان لقاء الفرقاء وجهاً لوجه.

ويناقش المتفاوضون في الجولة الثانية من الحوار الليبي تفاصيل حكومة الوحدة الوطنية لإنهاء حالة الانقسام بين المؤسسات في ليبيا، والترتيبات الأمنية لإشاعة الأمن ووقف الاقتتال، إلى جانب انسحاب المليشيات المسلحة من المدن.