قوات النخبة السورية

أفادت مصادر مطَلعة، بأن "دولة إقليمية" بدأت بتأسيس جيش لتحرير مدينة دير الزور من قبضة تنظيم "داعش" المتطرف والقوات الحكومية على حد سواء، موضحًا أن القوة الجديدة ستحمل اسم " قوات النخبة السورية " وستكون مؤلفة من مقاتلين سوريين كانوا يقاتلون تحت لواء الجيش الحر "الفرقة 56" في ريف حلب.
 
وأشار المصدر الخاص لـ "العرب اليوم"، إلى أنه سيتم قريبا الإعلان عن حل الفرقة 56 والاعلان عن ولادة قوات النخبة السورية، وسينضم لهذه القوات عددًا كبيرًا من مقاتلي الجيش الحر في ريف حلب كما سينضم اليها الآلاف من انباء دير الزور الغير منتمين لتنظيم "داعش" أو للقوات الحكومية.
 
وأكد المصدر أن القوات حاليا موجودة في ريف منطقة "تل ابيض" وهي في مرحلة التجهيز النهائي وتجميع الاسلحة لبدأ تحرير مدينة دير الزور. وقال المصدر نقلا عن قيادي في قوات النخبة أن التشكيل الجديد لا يتبع لأي جهة عاملة في سورية، حاليًا ولن يرفع اي من الرايات الموجودة على الساحة.
 
وأضاف أن قوات النخبة لا تطمح للسيطرة على أي مناطق خارج مدينة دير الزور ولن تصدم مع اي قوات اخرى تحارب التنظيم أو القوات الحكومية وبالمقابل فإن قوات النخبة ستقيم حكما إداريا في دير الزور بعد تحريرها وستكون مستقلة إداريا وسينتقل أهل الخبرة من أهلها لإدارة شؤون المواطنين. ولم يفصح القيادي عن " الدولة الإقليمية" الراعية لقوات النخبة أو عن عدد المقاتلين أو نوع العتاد الذي سيستخدمونه.
 
ومع الاعلان القريب عن ولادة هذا التشكيل العسكري تكتمل صورة السيطرة المفترضة على المناطق السورية، حيث بدا واضحًا للجميع أن الكعكة السورية نضجت وأصبحت جاهزة للتوزيع في الوقت الذي تتصارع فيه القوى الدولية والإقليمية على مناطق "ريف حلب -الرقة -ادلب-ريف دمشق -درعا" وتحاول فرض سيطرتها عليها، أما بشكل مباشر أو عن طريق دعم المجموعات المسلحة المتواجدة فيها. حيث بقيت محافظة دير الزور خارج حسابات تلك القوى بسبب عدم وجود مجموعات واضحة الهوية، والانتماء يمكن الاعتماد عليها من جهة وبسبب بعدها عن كل مراكز التجمع السكاني الذي يمكن ان يكون مواليا لطرف خارجي ولقربها من مراكز قوة تنظيم "داعش" في العراق من جهة أخرى.
 
وفرضت قوات سوريا الديموقراطية (المدعومة من الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي) في المنطقة الشرقية "الحسكة والقامشلي والرقة" وجودها وبدأت بتحرير المناطق من قبضة تنظيم "داعش" والمجموعات المعارضة الاخرى. وفي ريف حلب وإدلب يفرض "جيش الفتح" (المدعوم من تركيا ودولة خليجية) سيطرته على مناطق واسعة واستطاع إجبار إيران على التفاوض معه بشأن المناطق الشيعية في المنطقة "كفريا والفوعة ". كما تسيطر "جبهه النصرة" (المجهولة الانتماء و التمويل) على مناطق واسعة في المنطقة.
 
وتسيطر في ريف حلب الشمالي مجموعات تابعة "للجيش الحر"(وهي متعددة مصادر التمويل) سيطرتها على المنطقة. وفي ريف اللاذقية الشمالي تتمركز فصائل "تركمانية " مدعومة بشكل علني من تركيا. كما تسيطر على جبل الاكراد والمنطقة الحدودية وتسعى لإيجاد منفذ بحري لها. وفي ريف دمشق يتصدر "جيش الاسلام " (المدعوم من دولة خليجية) المشهد ويسيطر على مساحات واسعة من المنطقة، حيث أصبح يفرض شروطه في اي عملية تفاوض مع الحكومة السورية. ويبلغ تعداد مقاتلي جيش الإسلام حوالي 50 ألف مقاتل بالإضافة للعتاد الثقيل والدبابات التي غنمها بعد سيطرته على ثكنات عسكرية في نهاية 2012.
 
وتختلط الأوراق في درعا جنوبا، بسبب وجود عدد كبير من المجموعات المسلحة المتعددة الولاء بالإضافة لوجود تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة". بينما تسيطر القوات الحكومية (المدعومة من روسيا و إيران) على مراكز محافظات "دمشق -حلب-درعا-السويداء-حمص -دير الزور-اللاذقية -طرطوس-وعلى جزء كبير من الحدود السورية اللبنانية).
 
ويفرض كل طرف شروطه في أي عملية تفاوضية قادمة حسب قوة المجموعة التي يدعمها والمناطق التي تسيطر عليها. ويتوقع أن تشهد الفترة الحالية قتالا شرسا من قبل جميع الاطراف للسيطرة على أكبر قدر من المناطق قبل المؤتمر المرتقب في جنيف في 25 الشهر الجاري.