يبدأ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الأربعاء، زيارة إلى الجزائر تدوم يومين، في إطار تعزيز الحوار السياسي بين الجزائر والمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، وتتناول الزيارة، كما جاء في البيان، القضايا ذات الاهتمام المشترك والملفات ذات الصلة بالوضع الإقليمي والدولي. يلتقي فيها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ووزيره الأول عبد المالك سلال، وستناقش هذه الزيارة التي جاءت بعد الاعتداء على موقع تيقنتورين من طرف مجموعة إرهابية يقودها مختار بلمختار، الهجوم خلف 3 قتلى بريطانيين، وفقدان 3 آخرين، وكذا دراسة مستقبل الشراكة البريطانية الجزائرية في مجال الطاقة. يتباحث كاميرون خلال زيارته للجزائر مع كبار مسؤولي الدولة، حول الاعتداء وانعكاساته على المنطقة والمصالح المشتركة، بما أن شركة "بيتريش بيتروليوم" إحدى أهم الشركات النفطية العاملة لمنشأة الحياة بموقع تيقنتورين بعين أميناس، أقصى الجنوب الشرقي للجزائر، بالإضافة إلى لقاءه بعدد من إطارات ومسؤولي وعمال بالشركة النفطية بيتريش بيتروليوم. وكانت بريطانيا قد أعلنت عن مقتل 3 من رعاياها في حادث عين أمناس، وفقدان 3 آخرين، ونجاة 22 آخرين خلال الاعتداء الذي نفذته مجموعة "الوقعون بالدماء" المنشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتي يقودها "بلمختار". كان رئيس الوزراء البريطاني قد صرح عقب الاعتداء أن حصيلة القتلى الأبرياء تتحملها المجموعة الإرهابية وحدها، وأكد كاميرون أن بريطانيا ستدعم بالمعلومات الاستخباراتية وكل سبل مكافحة الإرهاب، ضمن الجهود الدولية للعثور والقضاء على الشبكة الإجرامية المتطرفة. وأكدت مصادر لـ"العرب اليوم" أن كاميرون سيتباحث خلال لقائه بالرئيس بوتفليقة تفاصيل ملف الاعتداء على المنشأة النفطية، خاصة وأن تقارير أمنية جزائرية تثبت تهاوناً يحسب على الشركة البريطانية "بيتريش بيتروليوم" التي اعتمدت على شركة حراسة خاصة، بالإضافة إلى أن هذه الشركة كانت تتعامل وفق عقد مع شركة نقل يمتلكها شقيق عبد الحميد أبو زيد أمير القاعدة في منطقة الصحراء، وأضافت المصادر أنه رغم التحذيرات التي بلغت الشركة البريطانية إلا أن الوضع لم يتغيّر.