الجيش في صنعاء

أُعلِن إشهار الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن، في العاصمة اليمنية صنعاء، الاثنين، حيث ذرف عدد من الضباط الدموع خلال الحفل حزنًا جراء الحال الذي وصلت إليه بلادهم من تردٍ في مختلف الجوانب.

وفي الحفل الذي حضره عدد من كبار القيادات العسكرية والأمنية والمدنية، أوضح اللواء الركن محمد الصوملي في كلمة اللجنة التحضيرية  على حيادية هذا الملتقى وولاءه المطلق لدعم الوطن والهدف منه إعادة الاعتبار للمؤسسة الدفاعية والأمنية والحفاظ على ما تبقى منها.

وأضاف الصوملي "يحدونا الأمل أن تجد دعوتنا دعمًا وتجاوبًا من شرفاء ومحبي يمن الثاني والعشرين من أيار/ مايو وقواته المسلحة والأمن باعتبار عظمة الشعوب لا تتحقق إلا بعظمة جيوشها ويقضه رجال أمنها لينعم المواطن بحياة مستقرة وآمنة ويتطلع للبناء والتنمية والسير قدمًا للأمام"، مشيرًا إلى أنَ ذلك هو التفاؤل الذي تحمله الهيئة على عاتقها.

وتابع أنَّه "على الجميع في اليمن تناسي جراحات الماضي وأن يدركوا أنهم أبناء اليوم متطلعين لمستقبل وغدًا أفضل مستلهمين تجارب وخبرات اكتسبها قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة والأمن من خلال ما يشاد بهم في الميدان وفي المعاهد والمدارس والكليات بمختلف مستوياتها تاركين وراء ظهورهم أي أخطاء أو تجاوزات سببها ظروف المرحلة بما حملته من مماحكات ومناكفات سياسية انتقامية أثرت سلبًا على هذه المؤسسة العملاقة نتيجة لما مرت به اليمن من منعطفات خطيرة كادت أن تقضي على الجميع بدون استثناء".

وأكد أنَّه "آن الأوان أن نضع إيدينا في أيدي بعض ونرص صفوفنا بهدف مساندة ومساعدة القوات المسلحة والأمن ونعيد لها الاعتبار لتحقيق تلك الأهداف السامية في بناء وطن آمن ومستقر".

ودعا جميع القوى والمكونات السياسية في اليمن إلى التنفيذ الجاد والصادق لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني باعتباره المرجعية التي أجمع عليها أبناء اليمن بعيد عن المزايدات والمكايدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتنفيذ ما تضمنه أتفاق السلم والشراكة الموقع عشية الـ21 من أيلول/ سبتمبر الماضي.

وطالب اللواء الركن الصوملي بسرعة إنجاز مسودة الدستور لإجراء الاستفتاء عليه إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية على أن يحدد كل هذا بخطه مزمنة ترضي وتلبي طموحات أبناء اليمن.

من جانبه عبَّر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن محمد بلخدر في كلمة منظمات المجتمع المدني عن استياء منظمات المجتمع المدني الشديد حيال ما تتعرض له مؤسسات الوطن المختلفة ومنها مؤسسة الوطن الكبرى العسكرية والأمنية من تدمير ممنهج بشتى أنواع الاستهداف لكادرها البشري وعتادها العسكري، الأمر الذي يتنافى مع أهداف ومبادئ ثورة سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية.

وأضاف إنَّ "منظمات المجتمع المدني في اليمن تتابع وبقلق شديد الأحداث والاضطرابات التي تشهدها الساحة الوطنية للنيل من أهم مكتسبات الشعب اليمني المتمثل بقواته المسلحة والأمن الأمر الذي يستوجب من الجميع الوقوف بحزم أمام تلك التداعيات التي تنذر بانهيار هذه المؤسسة التي تمثل الرهان الذي يعول عليه أبناء الشعب اليمني وتشخص إليه الإبصار في الحفاظ على ما تبقى من مقدرات ومكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية".

من جانبه ألقى العميد محمد ناصر الزامكي بيان الهيئة والتي أوضح فيها أهدافها واتجاهها، مشيرًا إلى أن الهيئة ستعمل على المحافظة على أهداف الوطن ومكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

واعتبر القائمون على الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن بأنها هيئة مستقلة تطوعية ذات طابع سلمي هدفها الحفاظ على المؤسسة العسكري والأمنية وتحقيق الرقي لمنتسبيها وتعزيز قيم الولاء لله والوطن والحفاظ على مكتسباته.

ويسيطر المتمردون "الحوثيون" على العاصمة صنعاء منذ 21 أيلول/ سبتمبر الماضي بعد أسابيع من الاضطرابات المناهضة للحكومة، وتشعر الولايات المتحدة ودول غربية وخليجية أخرى بالقلق من غياب الاستقرار في اليمن الذي يمكن أن يعزز تنظيم القاعدة وأيدت التحول السياسي منذ عام 2012 الذي يقوده هادي.

ويسيطر "الحوثيون" على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول في المنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.

ورغم توقيع "الحوثيون" اتفاق "السلم والشراكة " مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل "الحوثيون" تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة وبسط نفوذهم في كل مؤسسات الدولة.