مصطفى اكينغي

اختتم أول اجتماع بين زعيمي القبارصة اليونانيين والأتراك، بعد سبعة أشهر من القطيعة، باتفاق على إجراءات تعزز أجواء التفاؤل بتسريع المفاوضات؛ لإعادة توحيد الجزيرة بعد انتخاب مصطفى اكينغي الشهر الماضي، زعيمًا للشطر الشمالي.

واتفق زعيم القبارصة الأتراك مع الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسياديس، الجمعة، على إجراءات لبناء الثقة، خلال الاجتماع الذي عقد في مجمع الأمم المتحدة في المنطقة العازلة في مطار نيقوسيا القديم.

وأكد وسيط الأمم المتحدة إسبن بارث ايدي، عقب الاجتماع، أنّ الإجراءات شملت إعفاء القبارصة اليونانيين من ملء استمارات دخول الى شمال قبرص، فضلًا عن اتفاق الزعيمين على الاجتماع مرتين شهريًا على الأقل؛ لتكثيف تبادل وجهات النظر حول السبل المؤدية إلى توحيد الجزيرة.

ومن شأن التخلي عن الاستمارات، تسهيل التنقل بين الشطرين، كما أنّه يحمل مغزى سياسيًا مهمًا، في وقت يُسجل عبور الآلاف يوميًا من خلال سبع نقاط تفتيش على امتداد المنطقة العازلة في الجزيرة، فيما قدم الرئيس القبرصي اليوناني إلى نظيره الشمالي إحداثيات حول أماكن وجود حقول الألغام الأرضية التي زرعها القبارصة اليونانيون عشية التقسيم عام 1974، وتقع حاليًا في أراضي القبارصة الأتراك.

واعتبر استئناف المحادثات المتوقفة منذ تشرين الأول/اكتوبر الماضي، أفضل فرصة منذ أعوام؛ لإعادة توحيد الشطرين بعد أربعة عقود من الانقسام، أتى ذلك في ظل قناعة سائدة أنّ لدى الزعيمين القبرصيين الإرادة والتفويض الكاملين للدخول في محادثات مكثفة تفضي إلى نتائج إيجابية.

وكان الرئيس القبرصي اليوناني أعلن لدى توجهه لحضور الاجتماع: "لدي آمال كبيرة في نجاحنا وفي المستقبل"، ويعكس ذلك أجواء التفاؤل التي رافقت انتخاب اكينغي المؤيد لجهود التوحيد، رئيسًا للشطر الشمالي في 26 نيسان/ابريل الماضي.

ويتوقع ان تستمر المفاوضات بين زعيمي الشطرين برعاية الأمم المتحدة؛ لإبرام اتفاق يطرح في استفتاء، لنيل موافقة القبارصة عليه، حيث كان القبارصة اليونانيون انسحبوا من المحادثات الأخيرة في تشرين الأول/اكتوبر الماضي، احتجاجًا على إرسال تركيا سفينة مسح "جيوفيزيائي" إلى مياههم الإقليمية؛ لكنهم أعلنوا استعدادهم لاستئناف المفاوضات بعد الانتخابات في الشطر القبرصي التركي.

وسبق أن عرضت الأمم المتحدة مبادرات سلام عدة فشلت كلها، خصوصًا خطة  الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان التي وافق عليها القبارصة الأتراك ورفضها القبارصة اليونانيون في 2004، وأعربت كل من أنقرة وأثينا هذا الأسبوع، عن أملهما أن يكون 2015 عام لم الشمل القبرصي، في حين رحبت واشنطن بالمحادثات الجديدة وجددت الرغبة في تقديم المساعدة إلى هذه العملية بأي طريقة يعتبرها الطرفان مفيدة.