حادث الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية

 رفض عدد من المشايخ والمثقفين الشيعة في المملكة العربية  السعودية استخدام مذهبهم ورقة ابتزاز سياسي من قبل إيران أو غيرها من دول المنطقة ضد بلادهم، واعتبروا أن قضاياهم الداخلية شأن داخلي، وعبروا في تصريحات لصحيفة الوطن الخميس عن استيائهم من حرق سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية "طهران" والقنصلية في "مشهد"، ووصفوا العمل بالغوغائي، مشددين على أن الاعتداء على سفارة المملكة في إيران هو اعتداء على شيعة المملكة.

وأوضح الشيخ حبيب آل جميع، رئيس تحرير مجلة "الساحل"، أن الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية "عمل مستهجن"، واصفا اياه بالجبان.

فيما أعلن نبيه عبدالمحسن البراهيم، نائب رئيس المجلس البلدي في القطيف سابقا أنه من زاوية أخلاقية وشرعية ووطنية فالشيعة يستنكرون الهجوم على السفارة السعودية، لأنه خلاف المعاهدات الشرعية والاتفاقيات الدولية وخلاف الآداب الإسلامية في احترام الضيوف، مشيرا الى أن الفقه الشيعي يفرق بين التقليد الفقهي الذي معناه رجوع المكلف للعلماء في أحكام الطهارة والصلاة والصوم، وبين الولاء لأوطانهم والالتزام بالبيعة التي في أعناقهم لمن بايعوه ,وقال: "تاريخ شيعة السعودية يشهد لهم بالوطنية وبالوفاء لأوطانهم، واختلافهم مع الآخرين في المذهب لا يجيز لهم الغدر والخيانة، بل يؤمرهم بالصدق والأمانة".

وأكد الشيخ رياض السليم،عالم دين وباحث , أن الاعتداء على القنصلية والسفارة هو اعتداء على قطعة من وطنهم وعلى جهاز حكومي رسمي يقوم برعاية مصالحهم وخدمتهم في الغربة ولا يمكن القبول به. لافتا إلى أن التشكيك في الولاءات لا ينطلق من شخص غيور بحق على الوطن وعلى وحدته.

وهذا ما أكد عليه البراهيم بقوله إن السعوديين يرفضون تسييس مذهبهم من إيران أو غير إيران، ويرفضون استغلال الخلافات المذهبية سياسيا.

وشدد على ذلك آل جميع بالقول إن ولاء المواطنين الشيعة لولاة أمورهم ولوطنهم موضوع لا نقاش فيه، وقد أثبتت ذلك المواقف المشهودة منذ عهد التأسيس وحتى يومنا هذا، وإن تصرف بعض الأفراد من الشواذ لا يعكس رأي الأغلبية بأية حال من الأحوال.