رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل

قطع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشك بالقين، للإسرائيليين، بإعلانه أنَّ القائد العام لكتائب " عز الدين القسام " محمد ضيف حي يرزق، وذلك بعد أسابيع من المحاولة الإسرائيلية لاغتياله، أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة.

وأكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الخميس، أنَّ "الضيف ما زال على قيد الحياة"، مشيرًا إلى أنَّ " إسرائيل فشلت في اغتياله، لكنها نجحت في قتل زوجته وطفليْه، أثناء محاولة اغتياله الأخيرة، التي جرت أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر استهداف منزل في حي الشيخ رضوان، في قطاع غزة، بالصواريخ".

ووضعت تصريحات مشعل حدًا للانشغال الإسرائيلي المتواصل منذ وقف العدوان على غزة بشأن إذا ما قتل الضيف أم ما زال حيًا يرزق.

وأعطت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأسابيع الماضي حيزًا كبيرًا لبحث إذا ما نجحت الغارة الإسرائيلية، التي شنت على منزل الدلو، في حي الشيخ رضوان، بالنيل من الضيف أم لا؟

وجاء الجواب على ذلك التساؤل، الذي يشغل بال المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل، على لسان مشعل، الذي أكّد في حديث لمجلة "فينيتي فير" الأميركية، الخميس، أنَّ "الضيف ما زال على قيد الحياة، وأن إسرائيل فشلت في اغتياله، لدينا دليل على ذلك، ليس بالضرورة أن يحصل الآخرون عليه، فالضيف ليس سياسيًا ليظهر علنًا، هو عسكري، بالكاد يظهر للعامة، حتى قبل الحرب".

واعترفت إسرائيل رسميًا، في آب/أغسطس الماضي، بمحاولة اغتيال محمد الضيف في غارة جوية على أحد المنازل في غزة، أثناء تواصل العدوان على القطاع. ونوهت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنَّ "هذه هي المحاولة الخامسة لاغتياله بعد أن نجا من أربع محاولات سابقة".

واتهمت إسرائيل الضيف بأنه "هو من كان يدير العمليات العسكرية ضدها أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة من مكان سري غير معلوم"، والأهم من هذا أن بعض التقارير الصحافية الإسرائيلية أقرت بأنَّ "الضيف يمثل خطورة بالغة على إسرائيل، لاسيما أنه نجح في التخطيط أكثر من مرة لضرب العمق الإسرائيلي، وهو صاحب الاستعانة بالصواريخ طويلة المدى، وهي الصواريخ التي أصابت الإسرائيليين بالهلع، ودفعتهم إلى النزول بصورة مستمرة إلى الملاجئ الأرضية".

يذكر أنَّ عددًا كبيرًا من الوزراء الإسرائيليين طالبوا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، باغتيال محمد الضيف، وهو ما توليه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أولوية قصوى.

وكانت المحاولة الأولى لاغتيال الضيف عام 2001، لكنه نجح في الإفلات منها، وبعد عام عاودت إسرائيل محاولتها ثانية، حيث أطلقت مروحية من نوع " أباتشي " صاروخَين نحو مركبة كان يستقلها، وكتبت له النجاة بعد أن أصيب في رأسه وعينه.

وفي العام 2003 نجا الضيف عندما كان بمعية مؤسس حركة " حماس "، الشيخ أحمد ياسين، من محاولة ثالثة لدى استهدافهما بصاروخ إسرائيلي، أخطأ هدفه.

وتعرض الضيف، في تموز/ يوليو 2006، لمحاولة اغتيال رابعة، لدى اجتماعه برؤساء الذراع العسكرية لـ"حماس" في أحد منازل مدينة غزة، حيث قصف المنزل واستشهد عشرة ممن كانوا فيه، ونجا رؤساء الذراع العسكري، وجُرح الضيف، وبترت أجزاء من أطرافه.