الرئيس بشار الأسد

ينتظر الشارع السوري عمومًا والدمشقي خصوصًا الثلاثاء المقبل ليضع حدًا لموجة الشائعات التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، وتنتشر بسرعة بين المواطنين الباحثين عن حقيقة ما سيحصل و الخائفين من عواقب هذا الحدث الجلل الذي سيغير تاريخ دمشق وسوريا إلى الأبد "حسب الشائعات".

وبدأت مواقع إخبارية محسوبة على المعارضة و بعض الحسابات الشخصية لشخصيات عامة تحذر من تاريخ 5-5-2015  وإنه سيكون اليوم الذي سيسقط فيه النظام في دمشق .

وأكثر الإشاعات انتشارًا تشير إلى أنه في فجر الثلاثاء ستقوم طائرات سعودية و قطرية و تركية بضربات دقيقة ومؤثرة على مقرات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ومراكز القيادة والتحكم للجيش السوري وعلى جميع المطارات العسكرية وقواعد إطلاق الصواريخ لشل قدرة الجيش السوري على الرد و خلق بلبلة وحالة ضياع في صفوف القوات الحكومية ستستغلها الفصائل المعارضة المنتشرة في ريف العاصمة لدخول دمشق وإعلان سقوط النظام بشكل تام.

وبدأ بعض الناشطون بإنشاء صفحات و مواقع إخبارية تحمل اسم "عملية تقطيع الأوصال" تروج للعملية المرتقبة وتنقل التصريحات "الشائعات " عن لسان بعض القادة العرب و الأتراك.

وتتحدث شائعة أخرى عن أن القيادات العسكرية و الأمنية في دمشق ستنفذ انقلابًا وتطيح بحكم الرئيس بشار الأسد بدعم من دول إقليمية ودولية وتعلن إنهاء العمليات العسكرية في عموم الأراضي السورية وتسليم الحكم لهيئة حكم انتقالية، ولكن تأتي شائعة  أن النظام الحاكم  قد تخلص من جميع القيادات العسكرية والأمنية المؤثرة وتصفيتهم أو وضعهم قيد الإقامة الجبرية لتنفي الإشاعة التي سبقتها.

وأحدث الشائعات تتحدث عن صفقة بين النظام في دمشق و القوى الإقليمية لتسليم العاصمة دمشق إلى المعارضة بشرط عدم تقدم الفصائل المقاتلة في ريف إدلب و جسر الشغور تجاه جبال الساحل ومحافظتي طرطوس واللاذقية اللتان ستعلن فيهما "الدولة العلوية" في وقت لاحق.

ويترافق هذا مع شائعات تتحدث عن نقل المؤسسات السيادية ومحتويات البنك المركزي من دمشق إلى الساحل السوري بالإضافة لطلب المخابرات من جميع العائلات "العلوية" مغادرة دمشق فورًا والتوجه إلى لبنان أو منطقة الساحل السوري.

و روجت بعض مواقع التواصل الاجتماعي إلى نية إيران نقل مقام السيدة زينب من دمشق إلى لبنان، وتم على نطاق واسع نشر مقالات و تحليلات صحفية عربية وغربية تتحدث عن قرب سقوط النظام والاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد.

وزاد من قوة تلك الشائعات تصريح لقائد "جيش الإسلام" زهران علوش، الذي قال فيه: "إنَّ مفاجئة ستثلج صدور المؤمنين ستحدث بعد 72".

ويأتي كلام علوش بعد زيارته لتركيا و اجتماعه مع قيادات عسكرية تركية و عربية للتحضير لدخول دمشق و سد الفراغ الذي ستتركه القوات الحكومية.

وروجت بعض المواقع الإعلامية تصريحات لبعض الإعلاميين اللبنانيين المعرفين بولائهم للنظام في دمشق قالوا فيها: "إنه ما كان يفترض أن يحصل بعد تفجير خلية الأزمة في دمشق عام 2012 سيحصل خلال أيام قليلة، وأن طهران  قد تخلت عن دمشق في إطار الاتفاق النووي مع واشنطن".

وتبين أن هذه التصريحات غير صحيحة و لم تصدر عن من نسبت إليهم، ولم تتم  أي عمليات نقل لمؤسسات حكومية أو للبنك المركزي من العاصمة وتعمل جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية بشكل طبيعي وروتيني، ولم يتم سحب أي قطاعات عسكرية من العاصمة أو إخلاء أي من المواقع العسكرية الناشطة وتستمر القوات الحكومية بعملياتها العسكرية المعتادة في محيط العاصمة في ظل أنباء عن قرب انطلاق معركة القلمون لتوسيع الطوق الآمن حول العاصمة.

وأصدرت قنوات إعلامية رسمية بيانًا للمواطنين السوريين تطلب منهم فيه عدم الاستماع للشائعات التي تهدف لإضعاف الروح المعنوية و زعزعة ثقة المواطن السوري بجيشه و قيادته.

وأوضح البيان أنَّ المواطن السوري يتعرض لحرب نفسية شرسة يقودها خبراء في علم النفس، وطلب من المواطنين السوريين عدم استباق الأحداث وانتظار أنباء انتصارات  الجيش السوري  على أعداء سوريا.