مدينة معان, جنوب العاصمة الأردنية

ساد الهدوء الحذر مدينة معان, جنوب العاصمة الأردنية, صباح اليوم الخميس, بعد ليلة من الشغب المسلح والاشبتاكات بين الأهالي والأجهزة الأمنية, نتج عنها حرق للأبنية والممتلكات والإطارات نفذها الأهالي وتبادل لإطلاق النار بينهم وبين قوات الأمن.
واحتج أهالي معان, على السياسة الأمنية التي تتبعها الأجهزة الأمنية في التعامل مع أهالي المدينة والحملات الأمنية التي وصفوها بالهمجية, بعد مقتل أحد أبناء معان بعد أن نفذ الأمن العام حملة اعتقالات لضبط مطلوبين قبل يومين.
وأصدر وجهاء المدينة بياناً شديد اللهجة إلى الحكومة الأردنية  بعد عقدهم للقاء تشاوري, في منزل الوزير الأسبق أحمد العقايلة, يتهمون فيه الحكومة الأردنية بظلمهم وإستفزاز الأهالي بحملاتهم الأمنية الظالمة, مطالبين بإيجاد حلول لتعامل الأجهزة الأمنية في المدينة.
وطالب حزب جماعة العمل الإسلامي بتقدير الموقف وتجب أي صدام يزيد من الإحتقان بين الأجهزة الأمنية والأهالي وافساح المجال أمام الحوار المسؤول مع وجهاء المحافظة وبمشاركة مع الشخصيات الوطنية والجهات الشعبية, مؤكدين على أن المعالجات السياسية الحكيمة دليل على ثقة المسؤولين وقوة الدولة وهيبتها واما اللجوء إلى القمع والعنف ومواجهة الشعب بالحل الأمني مؤشر على الضعف والعجز وضيق الأفق.
وشددوا على ضرورة  إيجاد حل  شامل في مدينة معان واستمرارها يؤكد على ضرورة البحث عن حلول شاملة تبدأ بالاستماع والحوار واقرار مشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية ودينية.
ولم يصدر أي بيان حكومي رسمي حول الأحداث في مدينة معان, سوى ما تناقلته وسائل الأعلام المحلية على لسان وزير الداخلية الأردني حسين المجالي, بأن الحكومة لن  تتهاون مع أي من مثيري الشغب في أي من المدن الأردنية.
وكانت مدينة معان جنوب العاصمة الأردنية عمان, شهدت عصيان مدني بعد أن أغلقت الدوائر الرسميه والمدارس الحكوميه والمحلات التجاريه أعمالها, أمس الاربعاء, كما أعلن رئيس بلدية معان الحداد لمدة ثلاث أيام.
ويأتي هذا العصيان "بحسب الأهالي", بعد الإنفلات الأمني "كما أسموه" من بعض الخارجين عن القانون.
وأنتقد الأهالي الحملة التي نفذتها الأجهزة الأمنية, عصر الثلاثاء, كانت عنيفة وإستفزازية للأهالي, واصفين الحملة الأمنية بأنها "إفراط بإستخدام القوة" وذهب ضحيتها شاب يبلغ من العمر 20عاماً.
وشهدت المدينة حالة من الشغب وحرق للمركبات وإشعال للإطارات بعد إجراء مراسم دفن الشاب قصي الإمامي, حيث إتهم الأهالي الأمن بقتله ورفضوا إستلام جثته في البداية إلا أن بعد تدخل وجهاء المدينة وإقناع أهله بإستلامه.
فيما حذر النائب عن مدينة معان عوض كريشان, خلال جلسة النواب, مساء الأربعاء, أن الأمور اذا خرجت عن السيطرة في مدينة معان فمن الصعب السيطرة عليها, مطالباً ببسط سيطرة القانون وهيبة الدولة في المدينة.
وكانت قوة أمنية نفذت حملة لإعتقال المطلوبين والخارجين عن القانون, مساء الثلاثاء, وشملت تبادل لإطلاق النار بين الأهالي وحملة إعتقالات نفذها الأمن, ونتج عن إطلاق النار مقتل شاب أصيب أثناء تبادل إطلاق نار بين الأمن والمطلوبين.
وأوضح مصدر أمني أنه في حوالي الساعة السادسة مساء الثلاثاء  إثر قيام دوريات الأمن بواجبها بفتح طريق تم إغلاقه من قبل 100 - 150 شخص بادر مسلحون بإطلاق أعيرة نارية من مركبة باتجاه الدورية ما دعاها للرد بالمثل.
ونتج عن الاشتباك إصابة أحد الأشخاص حيث تم إسعافه الى المستشفى وما لبث أن فارق الحياة, فيما تم القاء القبض على الأشخاص الذين تواجدوا في المركبة وحجز مركبتهم وضبط سلاح ناري.
وفي سياق متصل إتهمت عضو مجلس النواب الأردني إنصاف الخوالدة, الأمن العام بتواطئه مع الخارجين عن القانون, خلال إنعقاد جلس مجلس النواب, الثلاثاء, موجهة حديثها إلى وزير الداخلية الأردني حسين المجالي.
وأضافت أن عدد من المواطنين في جنوب الأردن يتعرضون لهجوم من قبل فئة وصفتها بالخارجة عن القانون بين الفينة والأخرى, وكان أخرها تعرض آلية عسكرية للدرك, مساء الأحد, لإعتداء مسلح نجم عنه إصابات في صفوف الدرك حالة أحدهم حرجة.
فيما اكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة, على احترامه وتقديره لمدينة معان ورجالها مشددا على رفضة توجيه أي إتهامات للأمن العام .
يشار إلى أن  طاقم دورة تابع لقوات الدرك, مساء الأحد, تعرض إلى إطلاق عيارات نارية من سلاح أتوماتيكي, أثناء قيامهم بالواجب الرسمي أمام محكمة بداية معان جنوب العاصمة الأردنية عمان,  من قبل مجموعة من الخارجين عن القانون,  مما أدى إلى إصابة فردين من طاقم الدورية أحدهما إصابته متوسطة والأخر تم نقله إلى مستشفى  مدينة الحسين الطبية  بواسطة طائرة تابعة للسلاح الجو الملكي وحالته العامة حرجة.