أعلنت كتلة وطن النيابية مساء الأربعاء، فشل رئيس الوزراء المكلف عبد الله النسور في مشاوراته النيابية لتشكيل حكومة برلمانية، مشيرة إلى أن ذلك يرجع إلى عدم طرح النسور رؤية واضحة للحكومة الجديدة. وقالت الكتلة في بيانها الذي حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، إن رئيس الوزراء ترك مسألة الحسم في شكل الحكومة إلى ما بعد إنهاء لقاءاته بجميع الكتل النيابية، وذلك وفقا لمصالح وحسابات الثقة والأنانية. وأعربت الكتلة عن استياءها من لقاء الرئيس المكلف، مساء الأربعاء، موضحة أن اجتماعاته مع الكتل النيابية تم تحت بند العلاقات العامة ولا يحكمها إطار سياسي ناظم، مشيرة إلى أنه حاول تقديم أسماء جاهزة للوزراء الذين يستفزون مشاعر المواطنين بعد أن كان لهذه الأسماء تأثير سلبي على تشكيل الحكومات السابقة، وسببت أزمة احتقان في الشارع. وكشف البيان أن كتلة وطن تحملت مخاطر تسمية الدكتور عبد الله النسور رئيسا للحكومة الجديدة، وذلك على الرغم من مستويات الاحتقان الشعبي نتيجة تعسف الحكومة السابقة برئاسة النسور باتخاذ قرارات تمس قوت المواطن. وشدد البيان على أن مايعني الكتلة بالدرجة الأولى هي برامج العمل الحكومي، وبمعزل عن شخص رئيس الوزراء، إيمانا منها بضرورة تكريس هوية جديدة للعمل العام، وهي الهوية التي يخضع فيها الجميع لتطبيق الاستراتيجيات على المدى القصير والمتوسط والطويل، بعيدا عن لعبة النخب السياسية في الطعن الجاهز على الشخصيات الوطنية. ودعت كتلة وطن الرئيس المكلف بالعودة لدراسة تصريحاته ومواقفه التي تقدم بها في اجتماعه مع الكتلة، ونصحته بالتريث قبل إشهار مواقف ضبابية لا يمكن إسنادها أو الدفاع عنها، والتوقف عن التباكي المستمر على حال الدولة دون تقديم أي تصور عملي قادر على معالجة الثغرات في السياسات الحكومية، وتشوهات الاقتصاد الوطني. واشترطت الكتلة و لمنح الرئيس الثقة أن يلتزم بتقديم تصور واضح حول مصادر لتمويل الخزانة بدلا من رفع الأسعار التي تؤدي إلى زيادة الاحتقان في الشارع وتحمل المواطن نفقات إضافية، فضلًا عن برامج عمل واضحة، وفق جداول زمنية محددة، تُفضي بنتائج عملية وسريعة. كما طالبت الكتلة وضع تصورات واضحة لحوار وطني يقود إلى توافق حول جملة من التشريعات المتعلقة بالإصلاح السياسي، ومنها قانوني الانتخاب والأحزاب، وذلك بالسرعة الممكنة لتوفير مظلة اتفاق سياسي على خارطة إصلاح شامل،إضافة إلى العودة إلى حوار جاد يؤسس لمرحلة عنوانها الرئيس هو المشاركة في تحمل المسؤولية تجاه التحديات التي يمر بها الوطن.