شيّعت جماهير حاشدة في شمال قطاع غزة، الاثنين، جثمان والد أحد مؤسسي "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الشهيد عماد عقل عن عمر يناهز 85 عاماً، في حضور رئيس الوزراء إسماعيل هنية والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر ووزير الداخلية فتحي حماد وعدد من قادات حركة "حماس". وأكدّ هنية أنّ غزة تودع الاثنين رجلاً من رجالات الإسلام والجهاد والصمود، "وهو رجل عرفناه ببساطته التي تحمل نقاء السريرة وحب الله ورسوله، وتحمل حرصه على بلده ووطنه ودفاعه عن الأرض والعرض والمقدسات". هذا و قال خلال كلمته عقب مراسم دفن إنّه "لو لم يكن لأبو العبد عقل من الباقيات الصالحات سوى أنه أنجب هذا البطل عماد عقل لكفاه إن شاء الله، ولو لم يكن له من صفحات المجد والمروءة والعزة سوى أنه أنجب الذرية الصالحة وفي مقدمتها بطل من أبطال فلسطين لكفى فلسطين فخرا وعزا وتيها بين الناس". وتابع: "نستحضر عماد الإسلام والجهاد والصمود والمقاومة وعمود الخيمة الجهادية، الذي نشر في الأرض جهاده وفي فلسطين بطولاته ولاحق العدو في مأمنه ومخادعه وقتل من جنوده وأصاب من عدوه وأثخن الجراح فيه". ولفت إلى أنّ غزة تتذكر الاثنين البطل عماد عقل وهو ينتظر والده في جنات ونهر، مؤكدًا أنّ الحكومة وحركة حماس تسيران على الإسلام والجهاد والمقاومة والعماد، "وماضون حتى نحرر أرضنا ونستعيد قدسنا ونحرر أسرانا ونرفع لواء ديننا فوق قباب ومآذن القدس الشريف". يذكر أن عقل هو مؤسس مجموعات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" في الضفة الغربية، انتخب في بداية العام 1991 ضابط اتصال بين "مجموعة الشهداء" وهي أول مجموعات كتائب عز الدين القسام وبين قيادة كتائب القسام. هو الرجل الذي وصفه رئيس وزارء اسرائيل الأسبق رابين بالأسطورة. ففي يوم الأربعاء24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993 وبعد أن تناول الشهيد طعام الإفطار مع بعض رفاقه في حي الشجاعية وعند خروجه من المنزل الذي كان فيه حاصرت القوات الصهيونية الحي بعد أن حددت لها المخابرات الأميركية مكانه وبدأ تبادل إطلاق النار بين الشهيد وقوات الاحتلال أسفر عن مصرع عدد من جنود الاحتلال، واستشهاد عماد عقل بعد أن أصابه جسده إحدى القذائف المضادة للدروع الذي استخدمها الجنود في معركتهم مع عماد وقد أصابت القذيفة وجه الشهيد وكان رد حماس بعد ذلك بأسبوعين، حيث قامت بالثأر في عملية أسمتها عملية عماد عقل قامت فيها بقتل العقيد مئير منتس هذا الرجل الذي تقول عنه جريدة "معاريف" الإسرائيلية: "القلب والعقل المفكر للحرب الخاصة ضد الإرهاب، ورمز من رموز الجيش الإسرائيلي ضد الانتفاضة" .