الآلاف في مسيرة في نواكشوط ضد تعديل الدستور

أحال مجلس الشيوخ الموريتاني مشروع القانون الدستوري المعدل، إلى اللجنة القانونية فيه، قبل الشروع في التصويت عليه في جلسة علنية بعد ثلاثة أيام، وذلك وسط انقسام حاد بين الموريتانيين المعارضين للتعديلات الدستورية والمؤيدين لها.

ويتوقع أن يصادق المجلس على المشروع الذي يتم بموجبه إلغاؤه وتغيير كلمات النشيد الوطني وألوان علم البلاد، إضافة إلى إنشاء مجالس إقليمية، يقول البعض إنها قد تفتح الفوضى في بلد تتحكم فيه القبيلة، وفيه جماعات عرقية غير عربية.

وانقسم الشارع الموريتاني في شكل صارخ بشأن التعديلات، واتسمت الحملات المضادة بالعصبية والشدة في القول. وظهر فريقان يرفع كل منهما علمًا يعتبره ممثلًا للبلاد، ورفع المعارضون العلم الموريتاني الحالي بألوانه الخضراء على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يكيلون الشتائم للون الأحمر الذي يدخل إلى العلم في شكله الجديد. وانتشرت عبارة "علم عزيز" تحت العلم المقترح في إشارة إلى أنه لن يعترف به شعبيًا.

واتخذت المعركة  منحى آخر حيث يتهم مؤيدو التعديلات معارضيها بالعقوق والجحود إزاء جهاد الأجداد ضد المستعمر الفرنسي...وسوق الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تغيير العلم والنشيد بالقول إنه ينبغي أن يجسدا المقاومة التي اعتبر أن تاريخها شوه داعيا إلى إعادة كتابة التاريخ.. ويرمز اللون الأحمر الذي يتم  إدخاله إلى العلم لـ "دماء الشهداء" وفق ما يقول مؤيدو السلطة.

وقال متابع لـ"العرب اليوم" إن العوامل الجهوية غير غائبة عن الصراع حول الرموز حيث " أن  المناطق  التي ينحدر منها المختار ولد داداه  أول رئيس لموريتانيا تبدو الأكثر معارضة للتعديلات"، فيما يكثر أنصار التغيير ضمن المنحدرين من مناطق الشرق والشمال" غير أن متابعا آخر اعتبر أن في الأمر "مبالغة ومجافاة  للحقيقة حيث أن الاصطفاف الحالي يحدث تبعا للموقف من النظام الحاكم".