القوات الحكومية الأفغانية

 تصاعدت حدة المواجهات بين القوات الأفغانية وقوات حكومة طالبان، مع مشاركة واسعة للطيران الحربي الأميركي الذي قصف مواقع لقوات «طالبان»، وأخرى تابعة لتنظيم داعش، في أفغانستان (ولاية خراسان).

ونقلت وكالة «خاما بريس» الأفغانية عن الجيش الأفغاني قوله إن 13 مسلحاً من «داعش» لقوا مصرعهم في مديرية حسكة مينا، بولاية ننجرهار (شرق أفغانستان)، معقل التنظيم الحالي، وذلك في غارات شنها الطيران الأميركي على مواقع التنظيم في أفغانستان.

وأشار الناطق باسم مجلس ولاية ننجرهار إلى أن الطائرات الأميركية شنت سلسلة غارات جوية على مواقع التنظيم في المنطقة، مستهدفة قرى شنكاي وشيخ قلعة، كما أشارت الوكالة إلى تمكن القوات الحكومية الأفغانية من إبطال مفعول عدد من الألغام شديدة الانفجار التي تم زرعها في منطقتي بهسود وكوزكونار.

كانت وكالة «خاما بريس» قد نقلت عن الجيش الأفغاني قوله إن الجماعات المناوئة للحكومة تكبدت خسائر فادحة، في عدد من الغارات الجوية التي شنها الطيران الأميركي والأفغاني في ولاية قندوز الشمالية. وحسب بيان للجيش الأفغاني في الشمال، فإن الغارات استهدفت عدداً من الأماكن في مديرية دشت ارتشي، حيث تم قصف عدد من مخابئ القوات المناوئة للحكومة الأفغانية فيها، إضافة إلى استهداف منطقة بندر، في المديرية نفسها. وأشار بيان الجيش الأفغاني إلى مقتل مالا يقل عن 5 من المسلحين، وجرح 3 آخرين منهم، في الغارة الجوية، إضافة إلى تدمير عدد من المخابئ التي كان يستخدمها المسلحون المناوئون للحكومة الأفغانية. وكانت الأوضاع الأمنية في ولاية قندوز قد تدهورت بشكل كبير، مما مكن قوات حركة طالبان من شن هجمات على مديريات الولاية، والاستيلاء على معظمها، كما تمكنت حركة طالبان من السيطرة على مركز الولاية في مدينة قندوز أكثر من مرة، لكنها انسحبت بعد تعرض السكان المدنيين لقصف جوي أفغاني وأميركي.

ومن جانبه، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، إن باكستان يجب أن تتخذ خطوات عملية في مكافحة الإرهاب. وجاءت تصريحات فوتيل خلال اجتماع عقده مساء أول من أمس، في العاصمة الأفغانية كابل، مع مستشار الأمن القومي الأفغاني، حمد الله محب، وحضره وزيرا الدفاع والداخلية الأفغان، وقائد عملية الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي في البلاد الجنرال أوستن سكوت، وفقاً لما ذكره مكتب الأمن الوطني الأفغاني، في بيان. ووفقاً للبيان، ناقش فوتيل ومحب الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان، وعملية السلام الأفغانية، والقتال المشترك ضد الإرهاب، والإصلاحات في إدارات الأمن والدفاع الأفغانية، والانتخابات البرلمانية الأفغانية، بحسب قناة «طلوع نيوز» الإخبارية الأفغانية.

وقال فوتيل إن الولايات المتحدة تدعم عملية السلام التي يقودها الأفغان، وأن تبقى حصرية عليهم، مضيفاً أن الدول الإقليمية، خصوصاً باكستان، يجب أن تتخذ إجراءات عملية جدية في الحرب ضد الإرهاب، كما جاء في البيان.

وأضاف الجنرال فوتيل أن الحكومة الأفغانية حققت تقدماً في إجراء إصلاحات في دوائر الأمن والدفاع ومكافحة الفساد، وينبغي أن تواصل جهودها في هذا الصدد. ووفقاً للبيان، أعرب حمد الله محب عن تقديره لتعاون الولايات المتحدة في دعم وتجهيز قوات الأمن الأفغانية، مضيفًا أن كابل ملتزمة بإصلاحات في الدوائر الأمنية. كما اجتمع فوتيل مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، حيث ناقشا قضايا حول عملية السلام الأفغانية، ودعم وتجهيز قوات الأمن والدفاع الأفغانية، وجهود مشتركة لمكافحة الإرهاب، وتأثير الاستراتيجية الأميركية لجنوب آسيا.

ووفقاً لبيان من القصر الرئاسي، قال فوتيل إن أفغانستان نجحت في إجراء انتخابات برلمانية، وأثنى على قوات الأمن الأفغانية للحفاظ على أمن الانتخابات. وفي إشارة إلى هجوم قندهار، الذي أودى بحياة الجنرال عبد الرازق، رئيس شرطة الإقليم، قال فوتيل إن الولايات المتحدة كشريك استراتيجي ستبقى إلى جانب الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني. وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إنه تم الآن التوصل إلى إجماع وطني وإقليمي ودولي حول السلام في أفغانستان، مضيفاً أن الحكومة الأفغانية ترحب بأي تحركات قد تؤدي إلى السلام.