تنظيم "داعش"

كشف مسؤولون عراقيون أن نحو سبعة آلاف عنصر من تنظيم "داعش" لا يزالون في العراق، وذلك بعد أسابيع من إعلان استعادة السيطرة على الموصل أبرز معاقل التنظيم، في حين أبرزت صحيفة "الخليج أونلاين"، عن مساعٍ أميركية لنشر قوات في صحراء الأنبار من الجهة الجنوبية الممتدة إلى الحدود السعودية لتأمين طرق التجارة بين العراق والسعودية.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين من المخابرات العراقية ووزارة الدفاع قولهم إن هناك نحو أربعة آلاف مقاتل وثلاثة آلاف من عناصر الدعم في تنظيم الدولة بالعراق، بينما يوجد نحو سبعة آلاف مقاتل وخمسة آلاف عنصر دعم في سوريا.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 10 يوليو/تموز الجاري استكمال السيطرة على الموصل بعد سبعة أشهر من المعارك التي ألحقت أضرارا بالغة بالمدينة التي أعلن منها زعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادي إقامة "الخلافة" في 2014. وبعد يومين من إعلان العبادي، أكد قائد التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة ستيفن تاوتسند أن المعركة لم تنته في العراق في ظل وجود بقايا لتنظيم الدولة في مواقع بالموصل، ودعا إلى طرد هؤلاء المسلحين قبل إطلاق هجمات لملاحقة رفاقهم في مناطق أخرى من البلاد.

وحذّر مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة نيك راسموسن قبل أسبوع من أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يشكل تهديدا على الأمن العالمي رغم فقدانه السيطرة على أراض واسعة، وأشار إلى أن عناصر التنظيم يسيطرون على مواقع أقل ولكن التخوف مستمر من قدرة عدد قليل منهم على تنفيذ هجمات في المنطقة أو في مدن غربية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق أن المعارك في العراق وسوريا قلصت عدد مقاتلي تنظيم الدولة إلى نحو 15 ألف بعدما كان عددهم يقدر بنحو 31 ألفا في 2014.

وأكد مسؤول في المخابرات العراقية لوكالة أسوشيتد برس أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة، وقال إن قتل البغدادي خلال هذه الفترة سيعيد الحياة إلى التنظيم، وأشار إلى أن الهدف الحالي هو القضاء على العناصر المرشحة لخلافته بهدف الحد من قدرات التنظيم والقضاء عليه من دون منحه فرصة لاستعادة قوته. وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تعتقد أن البغدادي ربما قتل عندما أصابت غارة جوية روسية تجمعا لقياديين كبار في تنظيم الدولة على مشارف الرقة، لكن جماعات مسلحة تقاتل في المنطقة ومسؤولين أميركيين شككوا في المعلومات التي قدمتها موسكو.

وكشفت صحيفة "الخليج أونلاين"، عن مساعٍ أميركية لنشر قوات في صحراء الأنبار من الجهة الجنوبية الممتدة إلى الحدود السعودية لتأمين طرق التجارة بين العراق والسعودية. وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر حكومية عراقية إن "قوات أمريكية مسنودة بمقاتلين من أبناء عشائر الأنبار انتشرت في منطقة النخيب وصحراء الأنبار الغربية والجنوبية؛ للسيطرة على المنطقة الواصلة إلى مدينة كربلاء جنوباً والمحاذية للحدود السعودية، وذلك لعدم إتاحة فرصة للمليشيات للتوغل في هذه الأراضي".

وأضاف الصحيفة، أن "انتشار قوات أمريكية في مدينة النخيب ووادي القذف يهدف بالأساس لتأمين طريق بغداد - عرعر، المارّ بصحراء الأنبار، والذي سيشهد في الأيام القادمة حركة سير كبيرة، وسيكون ممرّاً تجارياً بين العراق والسعودية"، لافتةً إلى أن "الأسبوع القادم سيشهد انطلاق أول قافلة لحجاج بيت الله الحرام عن طريق البر، وذلك عبر منفذ عرعر الحدودي مع السعودية".

وبحسب الصحيفة فأن العراق، وبعد تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم (داعش)، شهد سباقاً محتدماً بين واشنطن والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، "حيث تسعى السعودية، بدعم أمريكي، لإقناع العراق بالتخلّي عن طهران، وضمّه للتحالف العربي، في حين تسعى طهران لبسط سيطرتها على العراق من خلال المليشيات والقادة الموالين لها"، بحسب ما يرى المحلل السياسي ستار الصجري.

المحلل السياسي العراقي، أوضح أن "العراق والسعودية، وبعد قطيعة استمرت أكثر من 25 عاماً، يدخلان في مرحلة جديدة من التعاون المشترك، معتبراً أن العلاقات بين البلدين "جيدة"، وتمثّل خطوة إلى تقريب العراق من حاضنته العربية، حسب قوله.