أعضاء حركة حماس

هدَّدت حركة حماس إسرائيل بانفجار قريب، إذا لم ترفع الحصار عن قطاع غزة، ما عزَّز تقارير إسرائيلية بشأن مواجهة محتملة في ظل تصاعد التوتر على الحدود.

وقال القيادي في حماس أحمد بحر "إن استمرار الحصار على غزة، أمر مخالف لكل الأعراف الدولية، وجرائم إبادة جماعية لقتل مجتمع بأكمله صحيًا وتعليميًا واقتصاديًا".

وأضاف بحر "إذا لم يُفكّ الحصار عن شعبنا فورًا، فإن الانفجار في وجه الاحتلال قادم"، واتهم إسرائيل بمحاولة قتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

توقيت التهديد 
واختار بحر بثّ تهديدات الحركة لإسرائيل، في وقت يجري فيه وفد رفيع منها، مباحثات في القاهرة بشأن ملفات المصالحة والتهدئة.

ولجأت حماس إلى التصعيد في قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، في محاولة للفت الانتباه والأنظار، واستدراج الوسطاء إلى مفاوضات تهدئة جديدة، بعدما أوقفتها مصر بسبب اعتراض الرئيس الفلسطيني محمود عباس عليها.

موقف محمود عباس من المحادثات
وكان عباس رفض مشاركة حركة فتح في هذه المحادثات، وهدد بإجراءات إذا ذهبت "حماس" إلى اتفاق منفصل مع إسرائيل، تشمل وقف التمويل المالي الكامل.

وأصرّ عباس أولًا، على توقيع اتفاق مصالحة يسبق التهدئة، باعتبار أن منظمة التحرير هي الجهة الوحيدة المخولة بتوقيع اتفاق مع إسرائيل وليس أي فصيل آخر؛ لكن محادثات المصالحة وصلت إلى طريق شبه مسدود، بعدما رفضت حماس بالكامل اقتراحات بتسليم قطاع غزة إلى السلطة، وتأجيل البت في قضايا محل خلاف مع حركة فتح.

وكانت حركة فتح أصرَّت على تسلم كامل لقطاع غزة، يشمل الأمن والمعابر والجباية المالية والقضاء وسلطة الأراضي، ووضع اتفاق حول سلاح الفصائل، رافضة ربط المصالحة بالقرارات التي اتخذها الرئيس محمود عباس ضد قطاع غزة، كما رفضت دفع رواتب موظفي حماس العسكريين، وكذلك أي نقاش حول ملف منظمة التحرير قبل إنهاء الانقسام.

وردَّت حماس برفض تسليم غزة من دون رفع العقوبات، واشترطت تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، كما اشترطت دفع رواتب موظفيها بالكامل، ورفضت أي نقاش متعلق بالسلاح، وأصرت على فتح ملف منظمة التحرير وإجراء انتخابات للمنظمة.

محاولات مصرية 
وتحاول مصر الآن، ومع تصاعد الخلافات، الوصول إلى اتفاق مع حماس، لتجنب قرارات مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس ضد غزة، إذا لم تستجب حماس للمصالحة وتسلم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية.

وتأمل حماس تأمل بأن يُشكل التصعيد الميداني الجديد، ضغطًا مركبًا على مصر وإسرائيل من أجل توقيع اتفاق تهدئة من جهة، ولكي يضغط الطرفان على عباس لكي لا يتخذ أي قرارات جديدة ضد غزة.

وكانت قناة "كان" الإسرائيلية، نشرت يوم السبت، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حثَّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على ممارسة ضغط على أبو مازن لإلغاء العقوبات عن غزة.

ووفقًا للتقرير، قال نتنياهو للسيسي "يجب الضغط على أبو مازن لتقليل تضييق الخناق على غزة، لأن هذا الوضع يؤدي إلى الانفجار، الأمر الذي يتجنبه الجميع".

وسائل ضغط من "حماس"
ويُدرك الإسرائيليون أن حماس تسعى إلى مواصلة التصعيد ورفع وتيرته، كمحاولة للضغط على الجميع، وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية، أن حماس تستعد إلى حرب، وقامت في الأسابيع الأخيرة بتعزيز قواتها بشكل كبير.

وذكرت صحيفة "هآارتس" العبرية، أن حركة حماس تعمل على توتير الحدود بشكل تدريجي ومتعمد بهدف إشعال المنطقة، وتعتقد الصحيفة الإسرائيلية، أن المواجهة المقبلة هي مسألة وقت فقط، وتتساءل عن الوقت الذي "ستقرر فيه "حماس" الخروج إلى حرب".

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون عمومًا، أن هناك سببين رئيسيين يدفعان حماس نحو التصعيد العسكري، كما قالت "هاآرتس"، هما "محادثات المصالحة الفاشلة مع حركة فتح، التي تسيطر على الضفة الغربية، وتحاول خنق اقتصاد غزة في محاولة للضغط على "حماس" للتخلي عن سيطرتها عن القطاع، والأزمة الإنسانية المستمرة للقطاع تحت الحصار الإسرائيلي، التي ازدادت سوءًا في الأشهر الأخيرة، بعد أن قامت الولايات المتحدة بتخفيض المساعدات للسلطة الفلسطينية ووقف تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تقوم بتمويل مدارس ومشاريع إغاثة كبيرة في القطاع".

حماس تستأنف التصعيد
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "إن "حماس" استأنفت التصعيد على الحدود لدفع المصريين إلى استئناف جهود الوساطة في مباحثات التهدئة، بمعزل عما يحدث في ملف المصالحة".

وأثار هذا التصعيد قلقًا لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، باعتباره يزيد فرص المواجهة العسكرية، وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي "إن هذا التقييم ليس بجديد"، وإنهم "حذروا مرارًا وتكرارًا من أن الوضع متجه على الأرجح، نحو التصعيد وليس نحو الهدوء"؛ لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الحركة ستحاول افتعال صراع محدود مع إسرائيل وليس حربا كبيرة.

خلافات بين نفتالي وليبرمان
وأمام هذا التصعيد الميداني وتقديرات الجيش، دب خلاف كبير في إسرائيل، بين وزير التعليم نفتالي بينت ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، حول التعامل مع التطورات في قطاع غزة.

واتهم بينت زميله ليبرمان، بالفشل في معالجة الوضع في غزة، قائلًا "إن الوضع الراهن هو نتيجة مباشرة لسياسات ليبرمان تجاه القطاع. فتحت غطاء البرغماتية والمسؤولية، يعرّض ليبرمان سكان الجنوب لأهواء (حماس). حان الوقت لقول الحقيقة: لقد انهارت اتفاقيات ليبرمان - حماس. هذه ليست الطريقة لإدارة سياسة دفاع، هذه سياسة فاشلة".

وهدد بينت بطرح الموضوع أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قريبًا، ورد ليبرمان فورا قائلًا "يبدو أن الهجوم المتكرر الذي يشنه وزير التربية ضد وزير الدفاع، يشير إلى ماضي بينيت وكراهيته".

وسارع حزب ليبرمان، وهو "البيت اليهودي"، إلى الرد على بينت، ساخرً مما وصفه "هستيريا" و"غيرة" بينت.

وقال الحزب في بيان له "يبدو أن الهجمات المستمرة من قبل وزير التربية والتعليم ضد وزير الدفاع، تظهر هستيريا وغيرة، يجب أن يركز بينت على إخفاقاته في نظام التعليم، ويمتنع عن التدخل في أمور تتطلب خبرة ومسؤولية وحسن تقدير".