غارة أميركية

زادت القوات الأميركية من وتيرة غاراتها الجوية على مواقع لحركة طالبان في عدد من المناطق الأفغانية، فبعد ثلاثة أيام من قصف القوات الأميركية مجمعا سكنيا في منطقة جرمسير في ولاية هلمند الجنوبية قال فيلق سيلاب (الفيضان) التابع للجيش الأفغاني في الولايات الشرقية من أفغانستان إن الطائرات الأميركية نفذت ضربات جوية على محكمة تابعة لحركة طالبان في ولاية كابيسا شمال شرقي كابل، ونقلت وكالة خاما بريس الأفغانية عن الجيش الأفغاني أنه تم تنفيذ الضربات الجوية في مديرية نجراب مساء أول من أمس (الجمعة)، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين في الغارات الجوية الأميركية، حسب قول الجيش الأفغاني، كما أصيب اثنان آخران.

ولم يرد أي رد فعل من طالبان على أقوال الجيش الأفغاني بقصف محكمة لها في كابيسا.

وكانت حركة طالبان أصدرت عدة بيانات عن عمليات قامت بها قواتها في عدد من الولايات الأفغانية، حيث هاجمت قوات طالبان مراكز أمنية في منطقة جانغي في مديرية نيش في ولاية قندهار، مما أسفر عن سيطرة قوات الحركة على أربعة مراكز أمنية وإجبار القوات الحكومية على الانسحاب من المنطقة. وقال بيان لطالبان إن الاشتباكات التي حصلت بين قواتها والقوات الحكومية أسفر عن مقتل ستة أشخاص وتدمير ثلاث آليات للقوات الحكومية. وكانت وحدات من قوات طالبان هاجمت مراكز للميليشيا الحكومية الأفغانية في ولاية هيرات غرب أفغانستان حيث هاجمت قوات طالبان الميليشيا في منطقة الأحراش في مديرية شيندند، مما أسفر عن اشتباكات ضارية بين الطرفين استدعت فيها الميليشيات الحكومية وحدات خاصة من الاستخبارات والقوات الخاصة الأفغانية. وحسب بيان قوات طالبان فإن سبعة عشر من الميليشيات الحكومية بمن فيهم أحد القادة ويدعى نصير أحمد لقوا مصرعهم إضافة إلى ثمانية من عناصر الاستخبارات، كما تم تدمير دبابتين للقوات الحكومية.

وذكر مسؤول رسمي أن اشتباكات بين عناصر طالبان وميليشيا قوية تدعمها الحكومة في إقليم هيرات غربي أفغانستان أسفرت عن مقتل 29 شخصا، على الأقل. وذكر المتحدث باسم المجلس الإقليمي، جيلاني فرحات، أن 17 شخصا آخرين، على الأقل، أصيبوا في القتال، الذي جاء في أعقاب كمين نصبته طالبان في منطقة «شينداند» المحاصرة. وقال توريالي طاهري، أحد أعضاء المجلس الإقليمي إن من بين القتلى ضابط في الاستخبارات الأفغانية «إن دي إس»، الذي كان ضمن وحدة خاصة تم إرسالها لدعم الميليشيا، التي يقودها «نانجيالاي». ولم يتضح أي جانب تكبد معظم الضحايا. وذكر طاهري أن القائد نانجيالاي، كما يعرف في المنطقة، هو زعيم ميليشيا محلي قوي في شينداند. تدعمه الحكومة، وبشكل خاص الاستخبارات في هيرات لقتال طالبان. وأضاف طاهري أن القائد ورجاله كانوا في السابق ضمن صفوف طالبان، لكنهم رفضوا مبايعة الملا هيبة الله أخند زاده، القائد الرسمي للجماعة المتطرفة، الذي تم تعيينه في عام 2016، وهم الآن موالون للملا رسول، قائد إحدى الفصائل التابعة لطالبان، والتي رفضت مبايعة أخند زاد.

ونفت طالبان صحة الادعاءات الحكومية بوجود اقتتال بين فصيلين من طالبان بالقول إن القوات التي هاجمتها طالبان ليست من فصيل منشق، وإنما هي قوات حكومية ومن مراكز للاستخبارات الأفغانية، حيث جرح فيها ثلاثة من عناصر قوات طالبان وقتل رابع خلال العمليات.

وفي ولاية هلمند هاجمت قوات طالبان عددا من المراكز الحكومية في مديرية ناد علي، حيث وقعت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، مما أسفر عن مقتل تسعة من عناصر القوات الحكومية وإجبار البقية على الانسحاب من المراكز الأمنية التي تمت مهاجمتها.

وأعقب هذه الاشتباكات إرسال تعزيزات من القوات الحكومية ووقوع اشتباكات شديدة في المنطقة، حيث قتل ستة من الجنود الحكوميين، ما أجبر القوات الحكومية على التقهقر والتراجع عن المنطقة.