جانب من تجمع حوثي يظهر فيه أطفال يحملون أسلحة في صنعاء

أعلنت جماعة الحوثيين عبر وزارة دفاعها في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا، عن فتح باب القبول للتجنيد الرسمي كما حشدت الجماعة خطباء المساجد في صنعاء وأمرتهم بتكريس الخطاب الديني للحض على الالتحاق بالجبهات والتبرع بالمال والعتاد، على وقع الخسائر المدوية لعناصرها وتهاوي صفوفهم في مختلف الجبهات.

وعمدت الجماعة الانقلابية إلى تغيير شروط الالتحاق النظامي بالقوات المسلحة التي كان معمولا بها قبل الانقلاب لدى الجيش اليمني ورفعت سن قبول المتقدمين للتجنيد إلى الأربعين نظرا لما وصفته بـ”الظروف الاستثنائية”، بعدما كانت 25 عاماً، واشترطت الجماعة في الدعوة إلى التجنيد التي أعلنتها “دائرة التعبئة العامة” وبثتها النسخة الحوثية من وكالة (سبأ) أن يكون المتقدم لديه الاستعداد للخدمة في أي مكان يؤمر به.

وتأتي دعوة الحوثي إلى التجنيد الطوعي بالتوازي مع عمليات للتجنيد الإجباري في صفوف المواطنين والقصر في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة بخاصة في محافظات حجة وإب والحديدة بحسب إفادات من الأهالي وتقارير للمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، وفي العاصمة صنعاء حشدت الجماعة خطباء المساجد والأئمة والعاملين في المجال الدعوي وأغلبهم من المعبئين طائفيا ومذهبيا وشددت عليهم لتخصيص خطابهم الديني للدعوة إلى القتال والالتحاق بجبهات القتال، وفي الحشد حض أمين العاصمة المعين من قبل الجماعة حمود عباد الخطباء والمرشدين على “مضاعفة الجهود والاستمرار في دعوة الناس إلى أهمية الحشد وضرورة رفد الجبهات بالمقاتلين والمال والعتاد من أجل التصدي لما سماه قوى تحالف العدوان الغاشم بقيادة السعودية ودول الاستكبار أميركا والكيان الإسرائيلي”.

وأعلن نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وقائد حراسته طارق صالح أمس أنه على قيد الحياة في أول ظهور له على “تويتر” منذ تضارب الأنباء عن مصيره، وأظهر العميد طارق صالح خلال أول ظهور له على “تويتر” منذ الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي أنه على قيد الحياة بعد تضارب الأنباء حول مصيره منذ مقتل عمه وتعدد الروايات حول الطريقة التي نجا بها من قبضة الحوثيين، لكن أنباء تداولها ناشطون ومواقع إخبارية يمنية شككت في أن يكون طارق صالح هو نفسه الذي يغرد بالحساب، مستندين على تحذيرات تم إطلاقها قبيل أيام تحذر من استخدام رقم هاتف طارق صالح بعد أنباء عن استيلاء الحوثيين عبر شركة اتصالات على هاتف نجل صالح.

واعترض مسلحون قبليون في محافظة المحويت اليمنية (غرب صنعاء) حملة عسكرية لميليشيا جماعة الحوثيين وأطلقوا عليها النار ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الجماعة وسط استمرار التوتر بين الطرفين، وكان شقيق طارق والقائد السابق لأركان قوات الأمن المركزي يحيى صالح كشف أول من أمس أن شقيقه وصل إلى مكان آمن وأنه يخضع للعناية الطبية من ثلاث إصابات في بطنه ووجهه وساقه إثر تعرضه لشظايا قذيفة حوثية خلال المواجهات التي قادها ضد الميليشيات مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي وأفضت إلى مقتل عمه والتنكيل بأنصاره على يد الميليشيات، وفيما لم يفصح طارق صالح أو المقربون منه عن مكان وجوده الحالي ترجح مصادر في حزب “المؤتمر الشعبي” أنه لا زال موجودا في منطقة قبلية غرب مأرب في حماية أحد الزعماء القبليين الموالين للحزب بعيدا عن متناول الحوثيين، في حين تقول مصادر أخرى إنه غادر البلاد إلى دولة خليجية.

وأفادت مصادر قبلية، بأن المسلحين الحوثيين سيروا أمس حملة عسكرية في مديرية “الطويلة” لإخضاع أهالي المنطقة والتحكم في مياه “السد” المحلي الذي يستخدمه الأهالي لري أراضيهم الزراعية وفرض رسوم مالية مقابل الاستفادة منه، وأضافت أن “رجال القبائل في منطقة آل حسن اعترضوا طريق الحملة العسكرية وأطلقوا عليها النار من بنادقهم الرشاشة ما أدى إلى مقتل عنصرين من الميليشيا وجرح آخرين، وهو ما أجبر الحملة على التراجع وسط استمرار التوتر بين الجانبين”.

وتسعى الميليشيا منذ تصفيتها للرئيس السابق والتنكيل بأقاربه والموالين لحزبه من العسكريين والمدنيين إلى بسط سيطرتها المسلحة على كافة المناطق القبلية في المحافظات التي تسيطر عليها لجهة إخضاع الموالين لصالح وقطع الطريق أمام أي تحركات مستقبلية مناهضة للجماعة في هذه المناطق، وفي سياق القمع المتواصل ضد أنصار الرئيس السابق وأعضاء حزبه قال شهود في صنعاء بأن مسلحي الجماعة اقتحموا منزل رجل الأعمال عبد الله الثور الواقع في حي الصافية، ونهبوا أمواله كما اختطفوا التاجر صالح المقبلي وأخاه إلى أحد معتقلاتهم إثر رفضهما دفع إتاوات لدعم المجهود الحربي للجماعة، وكانت وساطة قبلية لدى الميليشيات نجحت أول من أمس في إطلاق سراح السكرتير الصحافي السابق للرئيس الراحل علي صالح، أحمد الصوفي ونجله، إضافة إلى إطلاق سراح مسؤول الدائرة المالية لحزب “المؤتمر” فؤاد الكميم، والأخير يشغل منصب وكيل وزارة المالية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها.