الرئيس دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين

كُشف عن محادثات تُشجعها موسكو بين النظام السوري والذراع السياسية لـ"قوات سورية الديموقراطية" (قسد)، التي أظهرت انفتاحا على تعاون عسكري مع دمشق، لا سيما في مواجهة تنظيم "داعش" في الجنوب السوري. في الوقت ذاته، نفى "البنتاغون" وجود أي تغيير بعد قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.

وأكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أن القمة "لم تسفر عن تغيير في السياسة.. لم يصدر أي توجيهات جديدة في شأن سورية".

وأُعلن الخميس عن زيارة وفد من "مجلس سورية الديموقراطية" (مسد) إلى دمشق ترأسه الرئيسة التنفيذية للمجلس إلهام أحمد، وأكد مسؤول بارز في المجلس أن "الانفتاح على تعاون عسكري مع دمشق ودور أوسع يلغي التركيز على اعتباره مجلسا كرديا"، مشيرا إلى استعداد لتوغل "قسد" باتجاه الضفة الغربية لنهر الفرات لتأمين الحدود مع العراق والمساعدة في محاربة "داعش" في الجنوب السوري.

وأوضح الرئيس المشترك للمجلس رياض درار، أن "الحوار مع النظام بدأ منذ فترة بشأن قضايا خدمات، مثل سد الفرات (الطبقة) والكهرباء"، واعتبر أن "التركيز على الخدمات يزرع الثقة ويساعد في تحسين الأوضاع الإنسانية للسوريين"، وأكد أن "مسد" يرغب في "إلغاء صفة الكردية عنه، ويرفض تقسيم سورية، ويدافع عن حقوق المكونات".

وذكر أن "المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وضمن الممكن"، مشددا على أن "مسد لا يزال عند موقفه بضرورة بناء سورية لا مركزية ديمقراطية من دون تحكم مباشر من المركز في دمشق"، وكشف أن جدول الأعمال "مفتوح، ويتضمن قضايا خدمات وأخرى سياسية وعسكرية". وقال إن "قسد هي قوات سوريّة ومؤهلة جيدا، ومستعدون للمساعدة في إنهاء داعش في السويداء انطلاقا من واجبنا الوطني نحو كل سورية، وكذلك التعاون مع أي طرف، بما في ذلك النظام، لمحاربة التطرف"، لكن درار نفى أنباء عن نشر قوات "قسد" على الحدود السورية- العراقية لإغلاق طرق تهريب السلاح الإيراني من العراق إلى سورية، وقال إن "الولايات المتحدة وروسيا أكثر قدرة على متابعة موضوع إيران ووجودها في سورية".

وأوضح مصدر روسي أن موسكو تشجع النظام السوري على الحوار مع الأكراد، وتعمل على مسارات متوازية من أجل حل موضوع شرق الفرات وشمال سورية والاستفادة قدر الإمكان من هذه الورقة في إطار مسعاها للدفع بـ"الحل الروسي" للأزمة السورية، وتابع أن "موسكو تعمل بالتوازي لتشجيع دمشق على الحوار مع الأكراد الذين يسيطرون على نحو 30 في المائة من مساحة سورية، وتقديم بعض التنازلات، كي تتمكن من استخدام ورقة الأكراد للضغط على تركيا والولايات المتحدة في ملفات اللاجئين والحل السياسي وفق الرؤية الروسية للحل".

وفي حين رفضت المعارضة محاولات روسيا "تعويم" النظام من بوابة القضايا الإنسانية واللاجئين، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن "تجمع بريكس وافق في شكل إيجابي على اقتراح روسيا القيام بدور نشط في الأعمال الإنسانية في سورية"، وأوضح الرئيس اللبناني ميشال عون أن المبادرة التي اقترحتها روسيا لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم تؤمن عودة نحو 900 ألف لاجئ موجودين في لبنان، آملا بأن تلقى هذه الخطوة دعم الأمم المتحدة.

وكشف رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع في روسيا ميخائيل ميزينتسيف، أن "مصر اقترحت الانضمام إلى عملية إعادة اللاجئين، ومزيد من الدول الأجنبية يعرب عن استعداده للمشاركة"، وقال إن موسكو تتطلع إلى انضمام دول مجاورة لسورية، إلى عملية إعادة اللاجئين.