الأمن الباكستاني

تعيش باكستان مناخًا من الخوف إثر الاعتداءات الإرهابية الأربعة التي تعرضت لها مراكز الدعاية الانتخابية في باكستان الأسبوع الماضي، مما أثار الشكوك بشأن الأمن خلال الأيام العشرة المتبقية من عمر الانتخابات الجارية.

وأعلن بيلوال بوتو زداري زعيم "حزب الشعب الباكستاني"، الذي يُعد الحزب السياسي الأكبر في البلاد، عن عدم مواصلة حملته الانتخابية لأسباب أمنية، وذلك عقب الاعتداء الإرهابي الأخير.

وكانت والدة بلاوال رئيسة الوزراء الراحلة بناظير بوتو، اغتيلت في اعتداء إرهابي عام 2007 خلال حملتها الانتخابية قبل فترة بسيطة من الانتخابات المقررة في 2008.

ودعا وزير الداخلية السابق رحمن مالك الرئيس المشارك لحزب الشعب الباكستاني، أصف علي زرداني، إلى لقاء جرى في منزل بلاوال الجمعة الماضي، لمناقشة الوضع الأمني في البلاد؛ وأفاد مسؤول حزبي بأن مالك قد أطلع أصف زرداني على الوضع الأمني خلال مرحلة ما قبل الاقتراع.

ويشعر زرداني بالقلق البالغ على أمن وحياة نجله رئيس الحزب، بلاوال، المنشغل حاليا بإدارة الحملة الانتحابية لحزب الشعب الباكستاني بمختلف مناطق البلاد.

وحذَّرت الحكومة الباكستانية قادة جميع الأحزاب السياسية الكبيرة من إمكانية استهدافهم من قبل إرهابيين خلال الحملة الانتخابية، ونصحت الساسة بإبلاغ الشرطة مقدما بشأن تحركاتهم أثناء الحملة الانتخابية.

واستهدفت خلال الأيام السبعة الماضية، أربعة اعتداءات المرشحين، لتتسبب في مقتل 157 شخصا وجرح أكثر من 200 آخرين.

وتعرض موكب مرشح حزب "مجلس العمل المتحد" شيرين مالك، في 7 يوليو /تموز الجاري، إلى اعتداء في منطقة بينو، حيث أصيب مالك وستة آخرون بجراح ونقلوا جميعا إلى مستشفى "دي إتش كيو" القريب؛ ونفذ الاعتداء باستخدام قنبلة زرعت في دراجة نارية وجرى تفجيرها عن بعد.

وكان تجمع "حزب عوامي القومي" ضحية الاعتداء الثاني الذي نفذه انتحاري في مدينة بيشاور في 10 تموز/ يوليو، وتسبب التفجير في قتل 22 شخصًا من بينهم زعيم الحزب هارون بيلور، مرشح الحزب في انتخابات برلمان "خيبر بختونخوا".

وتقرر تأجيل الانتخابات، بعد الاعتداء، وأعلنت زوجة بيلور عدم اعتزامها المنافسة على مقعد زوجها الراحل في البرلمان. وبعد وفاة والده، حث دانيل بيلور العمال بحزب "عوامي القومي" على التمسك بالأمل وعدم الاستسلام لليأس.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تفقد فيها عائلة بيلور أحد أعضائها، حيث اغتيل والد بيلور، بشير بيلور، العضو البارز في الحزب ذاته، في هجوم انتحاري عام 2012.

وتعرض موكب أكرم خان زعيم حزب "جمعية علماء الإسلام"، في صباح يوم 13 تموز/ يوليو لهجوم أثناء العودة من تجمع انتخابي بمدينة بنو. نجا خان من الاعتداء فيما لقي أربعة آخرون حتفهم. وصرح خان بأنه كان على علم مسبق من الشرطة المحلية والأجهزة الأمنية باستهداف موكبه.

وحدث الانفجار الرابع الذي يعد الأكثر دموية في منطقة "ماستونغ" بعد ساعات من اعتداء "بنو"، واستهدف التفجير الانتحاري الحملة الانتخابية الخاصة بمرشح «حزب عومي» لبرلمان بلوشستان، نوابزادا سراج ريساني، وتسبب الاعتداء في مقتل 131 شخصا على الأقل، منهم مرشح الحزب.

ويُعد مرشح الحزب هو شقيق رئيس وزراء بلوشستان السابق، إسلام، الذي فقد هو الآخر ابنه البالغ من العمر 14 عاما في هجوم انتحاري مماثل عام 2011 في مدينة "مستونغ".