طرابلس ـ فاطمة السعداوي
جدّد خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، دعوته للقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في أي مكان في ليبيا لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، ورأى أن البرلمان لا يتعامل بناء على الاتفاق السياسي ويخالفه في كثير من قراراته، في وقت دعا رئيس النيجر محمد إيسوفو، أوروبا لإنهاء حالة الفوضى في ليبيا.
وقال المشري في تصريحات لفضائية ليبيا الأحرار، مساء الخميس، إنه سبق أن طرح لدى اجتماعه مع مسؤولين في البرلمان الليبي بالمغرب مؤخرا، حلا من عدة نقاط يتضمن تعديل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، بالإضافة إلى فصل الحكومة عن المجلس الرئاسي، وتغيير شاغري المناصب السيادية، والإسراع بإجراء الاستفتاء على الدستور لإنهاء المرحلة الانتقالية.
وأضاف: "ولكن رغم مضي أكثر من 3 أشهر على هذا اللقاء، فما زالت الأمور تراوح مكانها بسبب طرف معلوم لدى الجميع"، وأضاف: "مددنا أيدينا لمجلس النواب من دون أي شروط لإنهاء معاناة الليبيين وما زلنا ندعو رئيسه للقاء في أي مكان داخل ليبيا لإنهاء هذه الأزمة".
ولفت إلى أن تركيبة المجلس الرئاسي لحكومة السراج، المكون من 9 أعضاء فضلا عن آلية اتخاذ القرارات بإجماع 6 منهم، لا تسمح له بالعمل.
وقال المشري إن هناك مقاومة حقيقية لملف الإصلاحات الاقتصادية من قبل من وصفهم بالمستفيدين من الوضع الحالي، لافتا إلى "أنهم (المستفيدين) كوّنوا إمبراطوريات من المال الفاسد والاعتمادات الوهمية".
بدوره، رأى رئيس النيجر محمد إيسوفو، أنه يتعين على أوروبا إنهاء حالة الفوضى في ليبيا إذا كانت تريد وقف وصول قوارب المهاجرين إلى شواطئها، وحذر من أن "استقرار الدول المجاورة أصبح على المحك".
وفى بيان قبل محادثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أول من أمس، قال إن حكومته تريد زيادة المساعدة الأوروبية للنيجر في مجالي الأمن والتنمية.
وأضاف إيسوفو في تصريحات صحافية "في ما يتعلق بليبيا على سبيل المثال، عبرت عن رغبتي في أن تدعمنا المستشارة لكي نتمكن معا من إيجاد حل سريع للخروج من الأزمة في ليبيا لأنه ما دامت بقيت ليبيا في الفوضى الحالية، فإن استقرار وأمن بلدان الساحل في خطر".
وأثنى على جهود بلاده لمحاربة المهربين الذين يحققون ثروات من إرسال أشخاص في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا، وقال إن الهجرة السرية انخفضت من مائة ألف شخص في عام 2016 إلى عشرة آلاف شخص هذا العام، لكنه أضاف أن النجاح لن يستمر ما دامت ليبيا في حالة فوضى.
والنيجر نقطة عبور للمهاجرين الذين يسعون لبلوغ أوروبا باستخدام القوارب انطلاقا من ليبيا، بينما يعد إيسوفو حليفا للغرب في حربه على المتشددين الإسلاميين المتمركزين في مالي ونيجيريا. وكان السراج وجه وزير الداخلية عبد السلام عاشور ومدير الإدارة العامة للمنافذ العميد منجي الرجيبي خلال اجتماع عقد بطرابلس أول من أمس، إلى ضرورة تأمين جميع المنافذ، واستكمال جميع النواقص بأسرع وقت ممكن، وتفعيل أجهزة الدولة لتؤدي مهامها في خدمة المواطنين وضمان سلامتهم وتسهيل إجراءات دخولهم وخروجهم عبرها.