الأمير ويليام وولي عهد الأردن الأمير حسين بن عبد الله الذي كان في استقباله في مطار ماركا العسكري

وصل الأمير ويليام، نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، إلى الأردن أمس في مستهل رحلة وصفت بالتاريخية، تشمل إلى جانب المملكة، فلسطين وإسرائيل، وسط خلاف مسبق بشأن تعريف القدس الشرقية ضمن برنامج زيارته.

وحطت طائرة الأمير في مطار ماركا شرق عمان، فيما كان في استقباله ولي العهد الأردني، الأمير حسين بن عبد الله "23 عاما"، الذي تخرج من أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية في بريطانيا التي ارتادها ويليام.

ويشارك الأمير البريطاني في حفل في منزل السفير البريطاني في عمان، بمناسبة عيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية، ويقوم بنشاطات أخرى إنسانية. ويفترض أن يصل ويليام إلى تل أبيب اليوم ويذهب إلى رام الله الأربعاء.

واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زيارة الأمير ويليام، بانتقاد شديد لبرنامجه الذي يعرّف القدس الشرقية على أنها جزء من الأراضي الفلسطينية، قائلا في مستهل جلسة لوزراء حزب الليكود أمس، "إن القدس هي العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل".

وقال مقربون من نتنياهو "إنه أراد تذكير من وضعوا برنامج زيارة الأمير بالموقف الإسرائيلي حيال مدينة القدس. وقبل نتنياهو، عبر مسؤولون إسرائيليون عن انزعاجهم من برنامج زيارة الأمير، بسبب تعامله مع البلدة القديمة في القدس "الشرقية"، التي تحوي حائط البراق، المسمى إسرائيليا حائط المبكي، على أنها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويفترض أن يزور الأمير المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وكنيسة جون المعمداني، والحائط الغربي، كما سيلتقي نتنياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، قبل أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ورفضت إسرائيل اعتبار، حائط البراق، جزءا من الأراضي الفلسطينية، وقال مسؤولون بأنه "خط أحمر"، وفي حال تعاملت بريطانيا مع المكان على هذا النحو "سيكون لذلك رد فعل قاس من ناحية إسرائيل".

وكتب وزير شؤون القدس زئيف الكين من حزب الليكود، الذي يترأسه نتنياهو "القدس الموحدة كانت عاصمة إسرائيل منذ أكثر من 3 آلاف سنة... وأي تحريف في البيان بشأن هذا الأمر أو خلال الجولة، لن يغير الواقع".

وكان برنامج الأمير ويليام أشار إلى زيارته إلى البلدة القديمة في القدس، بصفة أنها جزء من زيارة السلطة الفلسطينية، وليس كجزء من إسرائيل.

وشدد قصر كنسينغتون الملكي في لندن، على «الطبيعة غير السياسية» لدور الأمير "بما يتطابق مع كل الزيارات الملكية في الخارج".

وسيقيم الأمير في القدس في فندق الملك داود، الذي استخدمته بريطانيا مركزا لإدارة حكمها في فلسطين قبل قيام إسرائيل عام 1948.

ويأتي على جدول الزيارة، أن الأمير يلتقي في الأردن مع شباب وجنود بريطانيين ولاجئين سوريين. وفي إسرائيل سيضع إكليلا من الزهور في نصب ضحايا المحرقة (ياد فاشيم)، كما سيزور قبر جدة والده أميرة اليونان أليس، التي كرمتها إسرائيل لإنقاذها عائلة يهودية في اليونان خلال الحرب العالمية الثانية. وفي مدينة رام الله في الضفة الغربية سيلتقي الأمير بلاجئين فلسطينيين وشباب، كما «سيحتفي بالثقافة والموسيقى والطعام الفلسطيني».

ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالموقف البريطاني، الذي يؤكد أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من فلسطين المحتلة، وبإصرار الجانب البريطاني الرسمي، أن تأتي زيارة الأمير ويليام للقدس الشرقية المحتلة في سياق زيارته إلى فلسطين. وقدرت الوزارة عاليا موقف بريطانيا.