رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت

أكّد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، على أن اتفاق السلام الجديد بين حكومته وجماعات التمرد، والذي يفترض أن يوقّع السبت، في العاصمة السودانية الخرطوم "لن يواجه مصير اتفاقات سابقة وينهار، لأنه لم يُفرض على الطرفين"، وبعدما أبدى استعداده للوساطة بين الحكومة السودانية والمتمردين في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق مثلما توسطت الخرطوم لإنهاء الأزمة في بلاده، بين أنّه لن يدخل في حرب مع السودان بسبب النزاع على منطقة أبيي التي سيبقى ملفها مجمّدا حتى تسوية الخلاف عبر الحوار.

وقال سلفاكير في لقاء مع وفد إعلامي سوداني برفقة وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، إنّه تلقّى رسالة من الرئيس عمر البشير بشأن تطورات المفاوضات التي تستضيفها الخرطوم وترتيبات التوقيع على اتفاق اقتسام السلطة والحكم، مشيرا إلى أنّ المسائل الخلافية التي رفضها بعض فصائل المعارضة ستناقش لاحقا ولا تمنع التوقيع، وقال: "الاتفاق جاهز وأنا ذاهب الى الخرطوم للتوقيع وليس التفاوض. سنلتزم به. ونطبقه"، ورأى أن اتفاق السلام الجديد لن ينهار لأنه لم يُفرض على الطرفين كما حدث في العام 2015، مشيرا إلى ستة تحفظات كان قدّمها و"لم يأخذها الوسطاء الأفارقة (حينها) على محمل الجد إلى أن انهار الاتفاق أمامهم"، وبشأن اتهام فصائل معارضة الوساطة السودانية بالانحياز إلى جوبا، قال: "المعارضة الرافضة للاتفاق كانت تتلقى السلاح من الخرطوم التي صارت وسيطا.. الآن من أين ستأتي بالسلاح لقتالنا؟"، مشيراً إلى أنّ بعض قوى المعارضة لديها وهم باقتراب سقوط حكومته ما يجعلهم يطمعون في يكونوا البديل.

وأكد الدرديري اكتمال الترتيبات للتوقيع على اتفاق تقاسم السلطة الجنوب سوداني، بمشاركة عدد من رؤساء الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، أعلن تحالف المعارضة ومجموعة المعتقلين السابقين في بيان مشترك، عدم توقيعهما، بسبب رفض جوبا ملاحظات دفع بها الطرفان عبر الوسيط. وأوضحت مصادر أنّ محادثات السلام ستنتقل من الخرطوم إلى العاصمة الكينية نيروبي لمناقشة اقتسام الثروة والاقتصاد وملف المصالحة والمحاسبة والقضاء والعدالة.

عرض وساطة
وأكّد سلفاكير أنه مستعد لمساعدة السودان في حل قضية منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق "لو سمحت الخرطوم لقادة متمردي الحركة الشعبية- الشمال بزيارة جوبا"، مشيرا إلى "صلات جيدة" معها "ويمكن أن يستمعوا" إلى نصائحه.

وصرح سلفاكير بأنّ النزاع بين بلاده والسودان بشـن أبيي ليس منسيا "لكن الوقت الحالي غير مناسب لإثارته مع الخرطوم ولن يتقاتل البلدان بشأن المنطقة"، لافتا إلى انّ الملف بيد الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي.

ورأى الرئيس الجنوب سوداني أنّ ما حدث بين الخرطوم وجوبا خلال المرحلة الماضية من اتهامات متبادلة بدعم المتمردين "كان سوء تفاهم" وأن "العلاقات تمضي إلى الأمام، وسيكون هناك تعاون في المجالات كافة، وسيحل أي خلاف في إطار الأسرة الواحدة". واتفقت الخرطوم وجوبا الجمعة، على تشكيل مجلس للتنسيق المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية كافة.