إسلام آباد ـ جمال السعدي
أمر رئيس المحكمة العليا في إسلام آباد، باستبعاد القاضي شوكت عزيز صديقي مِن النظر في التماس مقدم للمحكمة العليا في العاصمة الباكستانية يطلب النظر في عدم أهلية عمران خان زعيم حزب "حركة الإنصاف" الباكستانية لتولي رئاسة الوزراء بموجب مخالفته مواد في الدستور وقانون الانتخابات.
وقدّم الطلب رئيس المحكمة الفيدرالية العليا السابق القاضي تشودري إفتخار محمود، إذ أشار في التماسه إلى أن عمران خان أخفى عن لجنة الانتخابات في أوراق ترشحه إدراج إحدى بناته من طليقة سابقة له في الولايات المتحدة، اسمها "سيتا وايت"، وقدم الطلب إلى المحكمة قبل عقد الانتخابات إلا أن المحكمة في إسلام آباد قررت النظر في الطلب بعد إجراء الانتخابات، وهو ما مكّن عمران خان من الترشح وخوض الحملة الانتخابية لحزبه وبالفعل أحرز أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الجديد.
وجاء أمر رئيس المحكمة باستبعاد القاضي شوكت عزيز صديقي بعد انتقادات وجهها القاضي لتدخل الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المحاكم وتعيين القضاة في هيئات المحاكم العليا في باكستان والضغط عليه شخصيا من قبل الاستخبارات من أجل استصدار حكم ضد نواز شريف، حيث أثارت تصريحاته ضجة واسعة في الوسطين الإعلامي والقانوني الحقوقي في باكستان.
وطلب القاضي شوكت عزيز صديقي من رئيس المحكمة الفيدرالية العليا في باكستان تقديمه (شوكت عزيز) لمجلس القضاء الأعلى في باكستان لمحاسبته إن كان أساء التصرف أو افترى على أجهزة الدولة، وأشار رئيس المحكمة الفيدرالية العليا في باكستان إلى أن هذه الأزمة ستؤثر على القضاء وأنه سيحاول حلها لكنه لم يطلب عقد جلسة لمجلس القضاء الأعلى لمحاسبة القاضي شوكت عزيز والتحقق من ادعاءاته.
وعلى صعيد التطورات السياسية، أعلنت "الرابطة الإسلامية" (جناق ق) (رمز قائد أعظم، مؤسس باكستان) التحالف مع عمران خان لتشكيل حكومة مركزية وحكومة في إقليم البنجاب مشترطة إعطاءها إما رئاسة حكومة البنجاب وإما منصب نائب رئيس الحكومة الباكستانية، ورفض فؤاد تشودري الناطق باسم حزب عمران خان إمكانية تنازل حزبه عن منصب رئاسة حكومة إقليم البنجاب بالقول إن من حقنا كحزب حقق أكبر عدد من الأصوات بعد "الرابطة الإسلامية" بزعامة شهباز شريف أن نشكل الحكومة، ومن يريد التحالف معنا ينضوي تحت قيادتنا، ويطمح فؤاد تشودري شخصيا أن يسند إليه منصب رئيس حكومة البنجاب في ظل الصراع على المنصب داخل قيادات حزب حركة الإنصاف.
ونشرت وسائل الإعلام الباكستانية قائمة بالتشكيلة الوزارية التي سيقدمها عمران خان للحكومة الجديدة، لكن القائمة لم يتبنها حزب عمران خان حتى الآن. وبموجب التشكيلة الجديدة، سيطرح عمران خان اسم رئيس جديد للبلاد هو القاضية ناصرة إقبال بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، بينما سيكون خوسرو بختيار أحد المنشقين عن حزب نواز شريف مرشحا لتولي وزارة الخارجية، والدكتورة شيرين مزاري مديرة قسم الدراسات الاستراتيجية في جامعة قائد أعظم سابقا وزيرة للدفاع، وهي أول مرة ترشح فيها امرأة لمثل هذا المنصب. وشعيب صدل أحد المقربين السابقين من الرئيس السابق آصف علي زرداري لمنصب مكافحة الفساد، والجنرال المتقاعد إشفاق نديم أحمد لمنصب مستشار الأمن الوطني الباكستاني، وأسد عمر أحد قياديي حزب حركة الإنصاف لمنصب وزارة المال.