كابل ـ أعظم خان
انتكاسات متعددة منيت بها القوات الأفغانية في عدد من الولايات في المواجهات مع قوات طالبان، التي تملك زمام المبادرة وتشن هجمات منسقة على مراكز منتشرة للقوات الحكومية في محاولة من قوات طالبان لتشتيت انتباه الحكومة، والسيطرة على مراكز أمنية جديدة في عدد من الولايات، تزامن هذا مع سقوط مروحية عسكرية للجيش الأفغاني في مطار قندهار قال الجيش إن أسباب سقوطها فنية وليس استهدافا لها من قوات طالبان. وفي ظل هذه الأوضاع المتردية قالت الشرطة الأفغانية إنها تمكنت من إحباط هجوم صاروخي على العاصمة كابل، فقد نشرت الشرطة الأفغانية بيانا بأن قواتها في الدائرة الأمنية التاسعة للعاصمة كابل تمكنت من اكتشاف أحد الصواريخ مخبأ في منطقة دشت بادولا، وأبطلت مفعوله قبل تفجيره.
ولم يصدر أي تعليق من طالبان أو جماعات المعارضة المسلحة الأخرى حول بيان الشرطة الأفغانية.
ويأتي الإعلان عن النجاح في إبطال مفعول صاروخ كان موجها للعاصمة كابل مع اعتراف الشرطة ومسؤولين حكوميين بتردي الأوضاع الأمنية في عدد من الولايات.
فقد قتل ثمانية من أفراد الشرطة الأفغانية، وأصيب ستة آخرون، في هجمات شنتها عناصر تابعة لطالبان بعد ظهر أمس الأحد بالقرب من مركز منطقة ألمار، في إقليم فارياب الواقع شمالي البلاد، بحسب ما ذكره اثنان من أعضاء مجلس الإقليم، هما محمد طاهر رحماني وعبد الأحد البيك. وقال رحماني إن طالبان هاجمت الكثير من أفراد الشرطة عند نقطة تفتيش وقتلتهم. وقد قام والد أحد أفراد الشرطة، والذي يعمل في الشرطة أيضا، لمساعدة ابنه، ولكنه سقط في كمين وقتل إلى جانب أفراد شرطة آخرين، عندما تم استهداف مركبتهم بصاروخ. وأوضح رحماني أن هناك ستة من رجال الشرطة أصيبوا أيضا في الهجوم. يذكر أن طالبان قد صعدت من هجماتها على قوات الأمن الأفغانية والمنشآت الحكومية خلال الأشهر الأخيرة، حيث أنهكت القوات الأمنية في أنحاء البلاد.
وكانت طالبان أعلنت أن قواتها شنت هجوما منسقا على القوات الحكومية بالقرب من منطقة ألمار في ولاية فارياب الشمالية وقصفت المنطقة بالأسلحة الثقيلة خمس ساعات متواصلة، ما أسفر عن سيطرة قوات طالبان على المركز الأمني بالكامل وتدمير ست دبابات، وقتل في العملية اثنا عشر فردا من القوات الحكومية بينهم ضابط يدعى عبد الواحد وضابط آخر يدعى عبد الحليم، فيما جرح ثمانية آخرون حسب بيان طالبان.
وذكر مسؤولون محليون أن هجوما شنته طالبان على موقع عسكري أفغاني بإقليم فرح غرب البلاد صباح أول من أمس أسفر عن مقتل عشرة جنود. وقال عضوا المجلس الإقليمي، داد الله قاني وجول أحمد فقيري لوكالة الأنباء الألمانية إن الهجوم بدأ نحو الساعة الثانية صباحا (21:30 بتوقيت غرينتش) واستمر لمدة ثلاث ساعات قبل أن يسيطر مسلحو طالبان بشكل نهائي على الموقع العسكري ويحتجزوا تسعة آخرين من الجنود كرهائن. وأضاف عضوا المجلس الإقليمي أن مقاتلي طالبان استولوا على جميع معدات الموقع العسكري.
ونشر المتحدث باسم طالبان، قاري يوسف أحمدي مقطع فيديو على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يظهر الجنود الأسرى.
وقالت طالبان إن مواجهات عنيفة بين قواتها والقوات الحكومية وقعت في ولاية فراه غرب أفغانستان، حيث هاجمت قوات طالبان مركزا أمنيا في منطقة سور بالأسلحة الثقيلة مدة أربع ساعات متواصلة، ما أسفر عن مقتل اثني عشر عنصرا من القوات الحكومية وسيطرة طالبان على المركز الأمني وأسر ضابط وجنديين آخرين، وجرح في العملية أحد مقاتلي قوات طالبان.
وكانت حركة طالبان أعلنت عن سيطرتها على مركزين أمنيين في ولاية هيرات غرب أفغانستان صباح الاثنين بعد هروب القوات الحكومية التي كانت موجودة في المركزين الواقعين في منطقة تشاغارغي في مديرية شيندند التي شهدت معارك ومواجهات دامية بين قوات طالبان والقوات الحكومية خلال الأيام الماضية. وحسب تفاصيل وردت في بيان طالبان فقد هاجمت قوات الحركة مراكز القوات الحكومية التي أجبرت على التقهقر والتراجع عن المركز الأمني الواقع على حدود هيرات وفراه، ما أسفر عن مقتل أربعة عشر من القوات الحكومية وأسر ثلاثة وعشرين آخرين. وبسيطرة طالبان على المركزين الأمنيين لم يتبق للقوات الحكومية إلا مركز أمني واحد في منطقة شوز.
واتهمت طالبان القوات الحكومية والأميركية بالتسبب بمقتل وجرح 14 من الأسرى الحكوميين لدى طالبان بعد قيام القوات الأميركيةوالحكومية بقصف أحد مراكز الاحتجاز التابعة لطالبان في منطقة موسى قلعة في ولاية هلمند الجنوبية. وحسب تفاصيل بيان أوردته طالبان على موقعها فإن ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا فيما أصيب أحد عشر آخرون في الغارة.
وقد تواصلت المعارك والمواجهات الضارية في ولاية أورزجان وسط أفغانستان حيث وقعت مواجهات بين قوات الحكومة وقوات طالبان مساء الأحد استمرت عدة ساعات. وحسب بيان لطالبان فقد شهدت مدينة ترينكوت مركز ولاية أورزجان مواجهات ضارية بين قوات الطرفين ما أسفر عن مقتل وإصابة كل من كان في حامية أحد المراكز الأمنية في المدينة وبلغ عددهم خمسة وعشرين شرطيا، كما ذكرت طالبان أن قواتها أعطبت إحدى عشرة ناقلة عسكرية مدرعة وعددا من الدبابات.
بدورها شهدت ولاية قندهار الجنوبية مواجهات بين القوات الحكومية وقوات طالبان في منطقة تختا بول تركزت حول الموقع الأمني في بولاك نيكا حيث أدت الموجهات إلى سيطرة قوات طالبان على المركز الأمني بعد معارك ضارية مع القوات الحكومية أسفرت عن مقتل أربعة من الجنود الحكوميين وإجبار بقية من كانوا في المركز على الفرار تاركين أسلحتهم خلفهم.
من جانبها أعلنت الحكومة الأفغانية تمكن قواتها الخاصة من قتل قائد تنظيم داعش في منطقة باتي كوت في عملية قامت بها القوات الخاصة الأفغانية في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان. وحسب بيان للمكتب الإعلامي لولاية ننجرهار فإن داود لالا قائد تنظيم داعش في منطقة باتي كوت لقي مصرعه في عملية ليلة أول من أمس، في مديرية سرخ رود، وحسبما نقتله وكالة خاما بريس الأفغانية عن مصادر الاستخبارات الأفغانية فإن داود لالا كان من سكان منطقة حسكا مينا وله علاقة بعدد من الهجمات في مدينة جلال آباد والمناطق المجاورة وكان يقود نشاطات معادية للحكومة في منطقة باتي كوت.
وأصدر الجيش الأفغاني بيانا صباح أمس تحدث فيه عن تحطم طائرة مروحية له في ولاية قندهار، وحسب بيان للناطق باسم المجلس المحلي في الولاية فإن الطائرة تحطمت بعد ظهر أول من أمس، ولم يحدد الناطق الرسمي باسم مجلس ولاية قندهار أي معلومات متعلقة حول الحادث مكتفيا بالقول إن التحقيقات جارية. وأكد فيلق الجيش الأفغاني رقم 205 في مدينة قندهار سقوط المروحية بالقول إنها سقطت لأسباب فنية، وأن الحادث وقع أول من أمس في مطار قندهار ونتج عنه جرح خمسة من الجنود. ويأتي هذا الحادث بعد إسقاط قوات طالبان عددا من المروحيات العسكرية الحكومية في ولايات فراه وقندهار وبروان وسقوط عشرات القتلى في هذه الحوادث.
ونقلت وكالة بهاجواك الأفغانية عن مصادر في الجيش الحكومي قولها إن عشرة جنود حكوميين على الأقل لقوا مصرعهم في مواجهات مع قوات طالبان في ولاية خوست جنوب شرقي أفغانستان أمس. ونقلت الوكالة عن نائب قائد الشرطة في الولاية سيد أحمد بابازي أن مقاتلي طالبان هاجموا بغتة مركزا أمينا في منطقة يعقوب صابري مما أسفر عن مقتل عشرة جنود وجرح ثلاثة آخرين واختفاء آخر يعتقد أن قوات طالبان تمكنت من أسره. ونقلت الوكالة عن شهود عيان في المنطقة قولهم إنهم رأوا جثث اثني عشر جنديا تم نقلها إلى مركز المديرية.