عناصر من قوات المعارضة السورية

لم يسجل ناشطون سوريون أي تحرك ميداني لقوات النظام السوري في الشمال السوري، على الرغم من القصف المتقطع الذي تستهدف به مناطق في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وريف إدلب الغربي، وذلك عشية الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في سوتشي.

وفيما أتمت قوات المعارضة استعداداتها لمعركة محتملة في الشمال، أعلنت "وحدات حماية الشعب" الكردية أنها لا تشارك في المعركة التي تستعد قوات النظام السوري لإطلاقها في محافظة إدلب آخر معاقل المسلحين في البلاد.

وقال نوري محمود، الناطق الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب"، "نؤكد أنه ليس هناك أي وجود لقواتنا في إدلب، ولم نشارك في هذه المعركة". وأوضح محمود، في بيان أورده الموقع الإلكتروني لـ"الوحدات"، مع تزايد الحديث عن احتمال بدء حملة عسكرية على مدينة إدلب وريفها، تداولت بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عناوين إخبارية حول احتمالية مشاركة قواتنا في (وحدات حماية الشعب) في هذه الحملة... وإننا نؤكد أنه ليس هناك أي وجود لقواتنا في إدلب، ولم نشارك في هذه المعركة". وأضاف: "إننا في وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، نؤكد للرأي العام بأن قواتنا مستمرة في حربها ضد تنظيم "داعش"، كما نحارب ضد جيش الاحتلال التركي الذي يرى وجوده مشروعًا".

وعاد التصعيد إلى إدلب، بعد هدوء نسبي استمر يومين، بالتزامن مع تلميح صدر عن قاعدة حميميم العسكرية الروسية، بأن العمل العسكري ضد إدلب، قد أوشك، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وفي السياق، يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعًا مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان الذي سيزور سوتشي الاثنين، لبحث العلاقات الثنائية والوضع السوري. ويأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه تركيا إرسال التعزيزات العسكرية إلى حدودها مع إدلب تحسبًا لانطلاق المعركة. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال إن بلاده لن تقف موقف المتفرج على إطلاق عملية ضد المحافظة المتاخمة لها.

وتستعد قوات المعارضة لمعركة محتملة مع القوات الحكومية في الشمال في حال سجلت أي محاولة من قوات النظام للتقدم، بحسب ما قال مصدر معارض لـ"الشرق الأوسط". وأضاف المصدر: "آلاف المقاتلين باتوا على استعداد تام للانخراط في المعركة فور حدوثها. سيتم التصدي لأي قوات تحاول التقدم، ونمتلك القدرة على ذلك، مشيرًا إلى أن انتشارًا عسكريًا معارضًا نفذ في مناطق خطوط التماس التي تمتد من غرب مدينة حلب، وحتى الريف الجنوبي لإدلب شرقًا، إضافة إلى انتشار على تماس مع سهل الغاب، وآخر مع ريف اللاذقية الشرقي.

وفي المقابل، لم يسجل ناشطون أي تقدم ميداني للقوات الحكومية التي أتمت استعداداتها منذ الشهر الماضي للانطلاق في معركة عسكرية محتملة في الشمال السوري، رغم أن النظام استأنف خروقاته للهدنة التركية - الروسية التي مضى شهر على التوصل إليها.

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الخروقات تمت بشكل متصاعد، وشملت غالبية المحافظات التي تعهد الضامنون بضبطها، حيث رصد المرصد استهداف القوات الحكومية لمناطق في جبل الأكراد وتلال كبانة بريف اللاذقية، أعقبها قصف لمناطق قرب خطوط التماس في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وتزامن ذلك مع استهداف قوات النظام مناطق في محيط بلدة اللطامنة، وأماكن في محيط قرية الزكاة، الواقعة في الريف الشمالي لحماة، أعقبه استهداف الفصائل الإسلامية، تمركزات قوات النظام في منطقة جورين بريف حماة الشمالي الغربي، فيما قضى مقاتل من تلك الفصائل، متأثرًا بجراح أصيب بها، جراء قصف القوات الحكومية مناطق في محاور جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي.

وتواصلت التفجيرات التي تستهدف الأفراد في محافظة إدلب، حيث دوى انفجار ناتج عن عبوة ناسفة على الطريق الواصلة بين بلدتي كفرنبل وكنصفرة في القطاع الجنوبي من ريف محافظة إدلب، غداة انفجار عبوة ناسفة في بلدة سرمين شرق مدينة إدلب، كما رصد "المرصد السوري" اغتيال عنصر يرجح أنه من "هيئة تحرير الشام" بإطلاق النار عليه في ريف إدلب الشمالي.