الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

انقطاع التيار الكهربائي الذي بدأ في 7 مارس (آذار) عن فنزويلا بأكملها لمدة ستة أيام تقريباً، والذي أدى إلى شلل في جميع نواحي الحياة، ما زال يشكل سبباً جديداً للصدام بين حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان غوايدو، رغم استعادة التيار الكهربائي تدريجياً منذ الثلاثاء الماضي، لكن غرب فنزويلا كان لا يزال يشهد الجمعة انقطاعاً. يقول المعارض غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة لفنزويلا، إنّ الإهمال وفساد الحكومة مسؤولان عن هذا الفشل.

أما الرئيس مادورو فهو مصر على أن «الإمبريالية الأميركية» وراء هذا العمل التخريبي. واتهم الزعيم الاشتراكي الولايات المتحدة مجدّداً بالمسؤولية عن الانقطاع الشامل للكهرباء. وقال إنّ الولايات المتحدة هي مصدر «الهجمات المتتالية» ضدّ أكبر محطّة للطاقة الكهرومائية في البلاد، وإنّ ذلك تمّ «بقيادة» جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأعلن مادورو تشكيل لواء عسكري لمراقبة البنية التحتية العامّة للمياه والكهرباء. وقال مادورو إنّ الفريق المكلّف بـ«الدفاع عن الخدمات الأساسية الاستراتيجية للدولة» ستكون مهمته ضمان أمن البنية التحتية ومراقبة صيانة المعدّات.

اقرأ أيضا:

خفض الإمدادات وتراجع صادرات فنزويلا يرفعان أسعار النفط

وفي سياق متصل، أطلقت السلطات الفنزويلية سراح الصحافي الألماني بيلي سيكس الذي أوقفته الاستخبارات الفنزويلية قبل أربعة أشهر، لكنه ملزم بالمثول أمام المحكمة كل 15 يوماً، حسبما أكّدت منظمة حقوقية السبت. وكان قد قصد سيكس فنزويلا للتحقيق في تهريب المخدرات والاتجار بها والاتجار بالبشر وفي موجة نزوح الفنزويليين من بلادهم بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة. وكان سيكس يعمل لصالح صحف ألمانية منها صحيفة «جونج فريهيت» المحافظة، وتم اعتقاله في ولاية فالكون في شمال فنزويلا في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واتهم بالتجسس والعصيان. واتهمته السلطات بمحاولة تصوير الرئيس نيكولاس مادورو «عن قرب»، على ما أفادت منظمة «اسباسيو بوبليكو» غير الحكومية المدافعة عن حرية التعبير.

وقالت المنظمة على «تويتر»، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية إنّ «الصحافي الألماني بيلي سيكس أطلق سراحه... إنهم (السلطات) تفرض إجراءات مؤقتة لمثوله كل 15 يوماً ومنعه من الحديث لوسائل الإعلام بشأن قضيته. نطالب بكامل حريته». وباشر سيكس إضراباً عن الطعام في ديسمبر (كانون الأول)، أوقفه لاحقاً وسط مساعٍ دبلوماسية، على ما قالت السفارة الألمانية. ونشر سيكس لاحقاً رسالة قال فيها إنّه محروم من حقه في الدفاع عن نفسه، وإنّه لم يتلق نتائج تحاليل طبية أجراها بعد إصابته بحمى الضنك في نهاية أكتوبر (تشرين الأول). ودافعت منظمة «صحافيون بلا حدود» عن قضيته، قائلة إن الاتهامات ضده لا أساس لها من الصحة. ورفض مكتب الخارجية الألمانية في برلين اتهامات والدي سيكس بأن السلطات الألمانية لا تقوم بما يكفي لإطلاق سراحه. وسبق واعتقل سيكس من قبل أجهزة الاستخبارات السورية في عام 2012 أثناء تغطيته للنزاع السوري، قبل أن يتم إطلاق سراحه في مارس (آذار) 2013.

قد يهمك أيضا:

غوايدو يدعو إلي تظاهرات جديدة في أنحاء فنزويلا

تبادل اتهامات بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا بشأن انقطاع التيار الكهربائي