حركة "حماس" في قطاع غزة

تبدأ في القاهرة الأسبوع المقبل، سلسلة من اللقاءات المصرية - الفلسطينية، والفلسطينية - الفلسطينية للوصول إلى إجماع وطني بشأن المصالحة، في وقت سعت إسرائيل أمس إلى تغيير قواعد اللعبة العسكرية والميدانية مع حركة "حماس" في قطاع غزة، إذ دمرت طائرات حربية بـ12 صاروخاً مبنى "مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والفنون" في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.

رسائل إسرائيلية
ووجهت إسرائيل رسالة مزدوجة بتدمير المبنى، المؤلف من طبقات عدة، ويضم مقر الجالية المصرية في القطاع، والمركز الثقافي المصري ومسرحًا، ويرفع العلم المصري:
الأولى، تهدف إلى الضغط على القاهرة للضغط بدورها على "حماس" من أجل وقف النار والصواريخ والموافقة على تهدئة طويلة المدى نسبيًا.

والرسالة الثانية، موجهة إلى "حماس"، وتؤكد أنه في حال شنت إسرائيل حربًا رابعة على القطاع، في ظل تزايد الضغوط الداخلية، فإنها ستبدأ من حيث انتهت الحرب الأخيرة صيف عام 2014 بتدمير الأبراج السكنية والمباني الكبيرة.

خسائر فلسطينية
وأسفر القصف عن إصابة 18 فلسطينياً، وألحق أضراراً جسيمة بعدد من المباني المجاورة، لكنه أصاب الفلسطينيين بصدمة كبيرة، فعبروا عن سخطهم على شبكات التواصل الاجتماعي، في ظل غضب عارم على قتل رضيعة وأمها الحامل، وناشط في "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لـ "حماس"، في غارات ليل الأربعاء- الخميس. وعبّر كثيرون عن خشيته من تدهور الأوضاع الميدانية إلى حرب إسرائيلية جديدة على القطاع.

وجاء قصف المبنى مساء أمس قبل انتهاء ثاني اجتماعات المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، في وقت كان رئيس الاستخبارات العامة المصرية اللواء الوزير عباس كامل ومساعدوه، ومنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ودول أخرى، يجرون اتصالات حثيثة لتثبيت وقف النار.

كما جاء التصعيد الإسرائيلي مساءً بعد ساعات قليلة على إعلان فصائل المقاومة الفلسطينية، من خلال "غرفة العمليات المشتركة"، وقف الصواريخ من جانب واحد، إلا أن الطائرات الحربية الاسرائيلية واصلت القصف، ما اضطر الفصائل إلى الرد بعدد من الصواريخ المحلية الصنع على مستوطنات محاذية للقطاع.

جهود مصرية مكثفة
وقال مسؤول مصري في تصريح مقتضب أمس، إن القاهرة "تبذل جهوداً كبيرة وحثيثة لوقف التصعيد الميداني والهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وأجرت اتصالات متواصلة مع جهات عدة من أجل إعادة تثبيت وقف النار وتهدئة الأوضاع على الأرض، ومنع تفاقمها أو توسيع دائرة التصعيد".

وكان مسؤول مصري أكد ليل الأربعاء- الخميس في تصريح، أن "القاهرة تواصل جهودها الحثيثة مع الأشقاء الفلسطينيين للوصول إلى تفاهمات حول الإجراءات التنفيذية لعملية المصالحة، ورؤية وطنية فلسطينية لتوفير الأجواء المناسبة لتحقيق تطلعات المواطن الفلسطيني في حياة كريمة".

وشدد على أهمية "التنسيق مع المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم لإقامة مشروعات تنموية لصالح المواطن الفلسطيني، وضمان بيئة آمنة وهادئة تشمل استمرارية التنمية في الأراضي الفلسطينية".

لقاءات مرتقبة
وأشار المصدر إلى أنه في ظل "الأجواء الإيجابية والمسؤولية العالية والروح الوطنية" التي سادت اجتماعات مسؤولين مصريين مع وفدين يمثلان حركتي "فتح" و"حماس"، فإن "القاهرة ستشهد على مدى الأسبوع المقبل سلسلة من اللقاءات المصرية- الفلسطينية، والفلسطينية- الفلسطينية للوصول إلى إجماع وطني بشأن القضايا كافة محل النقاش، بما يحقق مصلحة المواطن الفلسطيني"، ما أشاع أجواء من التفاؤل في صفوف الفلسطينيين.

وكشف المصدر أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد، يزور القاهرة لمدة يومين اعتبارًا من الثلاثاء، وأجرى محادثات إيجابية مع المسؤولين المصريين بشأن آليات تنفيذ عملية المصالحة.