قوات الاحتلال الإسرائيلي

قتل مواطن فلسطيني شديد المهارة في الرماية في عملية إطلاق نار بالغة الدقة والسرعة، بالأسلحة ثلاثة رجال أمن إسرائيليين وأصاب رابعًا في مستوطنة قرب القدس المحتلة، قبل أن يطلق عليه جنود النار ويردوه. وتزامن الهجوم مع محادثات يجريها المبعوث الأميركي الخاص جيسون غرينبلات في القدس لمحاولة استئناف عملية السلام المعطلة.

ومع إشادة الفصائل الفلسطينية بالعملية، لم يخرج الرد الإسرائيلي عن المألوف، بتحميل السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس المسؤولية، بداعي أنها "نتاج التحريض"، كما قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة، مشيراً إلى أن "هذه العملية القاتلة تأتي نتيجة التحريض المنهجي الذي تمارسه السلطة الفلسطينية وجهات فلسطينية أخرى".

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن العامل نمر الجمل (37 عاماً) من قرية بيت سوريك، شمال غربي القدس، باغت أفراد الشرطة في البوابة الخلفية لمستوطنة «هار أدار» غرب القدس، وأطلق النار عليهم من مسدس قبل أن يرد عليه رجال الشرطة بأعيرة نارية قاتلة.

وذكرت الشرطة أن منفذ العملية حمل مسدساً تحت قميصه، واقترب من الجنود إلى درجة الالتصاق، وأطلق النار بدقة وسرعة باتجاه أربعة رجال شرطة وأمن مسلحين، فقتل ثلاثة وأصاب الرابع بجروح خطرة.

وكتب نمر، وهو أب لأربعة أطفال أكبرهم في العاشرة من عمره وأصغرهم في الرابعة، منشوراً على «فايسبوك» أظهر وجود خلافات بينه وبين زوجته.

وجاء في المنشور أن زوجته لا علاقة لها بما سيفعله في اليوم التالي، طالباً منها أن تسامحه وأن تعتني بالأطفال. واتخذت السلطات الإسرائيلية سلسلة إجراءات عقابية بحق عائلة نمر والعاملين في إسرائيل من بلدته، منها سحب تصاريح العمل الممنوحة لهم.

وقال رئيس بلدية بيت سوريك إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الجمل وفتشته بدقة، وأخضعوا أفرادها للتحقيق، واعتقلوا ثلاثة من أشقاء نمر، اثنان منهم يعملان في المستوطنة نفسها، فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتقال ثلاثة فلسطينيين قالت إن لهم علاقة بالعملية.

وأربكت العملية الأوساط الأمنية، كون منفذها في السابعة والثلاثين من عمره، ويحمل ترخيصاً للعمل في إسرائيل، لا يعطى عادةً إلا بعد فحص دقيق لماضيه الأمني. وأشارت أوساط أمنية إلى أنها المرة الثانية فقط منذ عامين ينفذ صاحب إذن بالعمل في إسرائيل أو في المستوطنات عملية مسلحة، وأن العامين الأخيرين أثبتا أن منح تراخيص عمل يساهم في التهدئة الأمنية.

وأثارت العملية اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتساءلت: «كيف استطاع فلسطيني واحد أن يقتل ثلاثة عسكريين بمسدس قديم صدئ؟».  وقال أهالي القرية إن نمر كان رياضياً ومن أبطال كمال الأجسام، كما كان مرحاً ومحبوباً.