رئيس الوزراء الإثيوبي أحمد إبيي

 احتضنت العاصمة السودانية الخرطوم محادثات سودانية - إثيوبية لاحتواء توتر بسبب قتل الجيش الإثيوبي ضابطًا ومزارعين سودانيين على جانب الحدود المشتركة، بجانب التداول في تسريع محادثات السلام بين فرقاء جنوب السودان التي تستضيفها الخرطوم وتدعمها أديس أبابا، قبل أن تنتقل الجولة الثانية من المفاوضات إلى العاصمة الكينية.

وأجرى وزير الخارجية الإثيوبي ورقيني قبيو ومدير الاستخبارات العسكرية الفريق حسن البشير محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير، لاحتواء الأزمة التي تسبّب بها مقتل ضابط سوداني وسبعة مزراعين واصابة اخرين برصاص قوات إثيوبية.

وقال مسؤول في القصر الرئاسي السوداني، إنّ الموفدين الإثيوبيّيْن حملا رسالة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي احمد، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للهيئة الحكومية لتنمية دول شرق افريقيا (إيغاد) إلى البشير تتصل بمحادثات سلام جنوب السودان الذي ترعاها الهيئة، بجانب القضايا الثنائية.

وكشف المسؤول أنّ الأيام الماضية شهدت تواصلاً بين الخرطوم وأديس ابابا عقب خروقات قامت بها ميليشيات إثيوبية على الحدود في شرق السودان، ومقتل ضابط سوداني وإصابة آخر، ثم مقتل سبعة مزارعين، قبل يومين برصاص قوات اثيوبية.

وقتل المزارعون في منطقة جبل ود حلاوة في محافظة باسندة التابعة لولاية القضارف السودانية المتاخمة للحدود الاثيوبية برصاص ميليشيات إثيوبية أثناء عودتهم من مفاوضات أطراف اثيوبية حول أراض زراعية أول من أمس.

وقال شهود من المنطقة إن من بين القتلى نائب رئيس اللجنة الشعبية في منطقة كريمة الحدودية صالح حامد، ورئيس المجلس التربوي أبكر محمد. وقال الشهود أن الميليشيات الاثيوبية نصبت كميناً للمزارعين اثناء عودتهم من المفاوضات بعد رفضهم السماح للمزارعين الاثيوبيين بزراعة منطقة ود حلاوة. كما هاجمت قوات اثيوبية مركزًا للجيش السوداني أسفر عن مقتل ضابط واصابة آخر الأسبوع الماضي.

وتشهد حدود البلدين توترات مكتومة بسبب اعتداءات اثيوبية من ميليشيات موالية للحكومة هناك على الأراضي السودانية التي كانت تعتبرها أديس أبابا امتدادا لاراضيها، على رغم اعترافها لاحقاً بتبعيتها للسودان.

ومن جهة أخرى، قال مصدر مطلع على مفاوضات فرقاء الصراع في جنوب السودان أن طرفي النزاع تبادلا أوراقًا بشأن ترتيبات الأمن، واقتسام السلطة وشكل الحكم. وقال مفاوض في فريق الحكومة الجنوب سودانية إن القضايا الخلافية بين أطراف النزاع "باتت محدودة لكنها معقدة وتحتاج الى وقت" لتسويتها عبر تنازلات متبادلة، موضحاً أن الوسطاء طلبوا من كل طرف اعداد ورقة تحمل مواقفه من أجل تقديم ورقة من الوساطة لتقريب المواقف.

وقلل وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد من انتهاكات اتفاق وقف النار في جنوب السودان، والذي جرى توقيعه الأسبوع الماضي في الخرطوم، واعتبرها مجرد "أحداث" لا ترقى إلى خرق وقف العدائيات.

وأضاف "أعلنت كل الفصائل المشاركة الآن في القتال في جنوب السودان ومن ثم الفصائل المقاتلة موافقتها بالإعلان والتزامها بوقف النار في حينه باستثناء عدد قليل من الأحداث التي حدثت خلال الأيام الأولى أو خلال الـ72 ساعة السابقة لوقف إطلاق النار".