ترحيل المهاجرين السريين

أعلن دبلوماسيون جزائريون في تسريبات للصحافة المحلية أمس الثلاثاء أن الجزائر "تتعرض لحملة تشويه كبيرة في موضوع ترحيل المهاجرين السريين، وجاء في التسريبات أن الجزائر ترفض أن "تكون غوانتانامو للمهاجرين الأفارقة بشمال أفريقيا"، وهي ترى أنها أصبحت مع تونس من أكثر بلدان المنطقة تضررًا من هذه الظاهرة المرتبطة بشبكات دولية للاتجار بالبشر، والسلاح والمخدرات، وفق السلطات.

ونقل صحافيون عن دبلوماسيين جزائريين، اجتمعوا بهم بخصوص موضوع الهجرة السرية المثير للجدل، أن الجزائر وتونس اللتين تعانيان من الهجرة السرية، ومن إفرازات أزمة ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، ترفضان رفضًا قاطعًا مقترحًا مغلفًا في شكل ضغوط تمارسها عواصم أوروبية من أجل منع وصول المهاجرين السريين إلى أراضيهما، بما يجعلهما تقومان بدور الدركي.

وكان رئيس الوزراء أحمد أويحيى قد صرح حديثًا بأن الجزائر تعارض فكرة إقامة معسكرات لغربلة طلبات لجوء المهاجرين الأفارقة. وقال بهذا الخصوص إن حكومات أوروبية تريد أن تجعل من الجزائر وجيرانها (تونس والمغرب ومصر) محتشدات لمنع تدفق الأفارقة إلى أراضيها»، ملمحًا في هذا الصدد إلى ما يمكن اعتباره ضغوطًا تتخذ عدة أشكال.

وتلقت الجزائر في 2011 طلبًا رسميًا من فرنسًا، يتعلق باتخاذ إجراءات لوقف زحف المهاجرين الأفارقة نحو بلدان أوروبا، انطلاقًا من شمال أفريقيا، وقد قال وزير الداخلية سابقًا دحو ولد قابلية في لقاء مع نظيره الفرنسي سابقًا كلود غيان ردًا على ذلك لا نريد أن نلعب دور رجل أمن في البحر المتوسط. وأشار الدبلوماسيون إلى أن صعود اليمين المتطرف إلى الحكم في بعض بلدان أوروبا، شكل ضغطًا على دول شمال أفريقيًا بشأن دورها في وقف موجات المهاجرين. ودافع الدبلوماسيون عن الوجه الإنساني الذي يطبع تعامل الجزائريين مع المهاجرين السريين، خصوصًا عندما يتعلق بالأفارقة الذين كانوا دائمًا عمقًا استراتيجيًا بالنسبة للجزائر.

وأدان "الهلال الأحمر الجزائري" الأسبوع الماضي ما سماها حملة منظمة تشنها أطراف دولية ضد الجزائر، بسبب اتخاذها قرارات للحفاظ على أمنها، في إشارة إلى انتقادات حادة من «مجلس حقوق الإنسان» بالأمم المتحدة، بشأن نقل آلاف المهاجرين «في ظروف لا إنسانية» من مدن الشمال إلى الحدود الجنوبية. وقال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات منزعجة كثيرا من مضمون تقرير نشرته «أسوشييتد برس»، أول من أمس، بشأن مهاجرين نيجريين مطرودين، التقتهم وكالة الأنباء الأميركية ببلدة السمكة المعزولة في عمق رمال الصحراء على حدود النيجر مع الجزائر.