الرئيس السوداني عمر البشير

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات الخميس في مدينة سوتشي مع الرئيس السوداني عمر البشير، وقال الكرملين إن الرئيسين تبادلا وجهات النظر بشأن تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الدولية الملحة، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط.

وأكد الرئيس السوداني عمر البشير، في مستهل المحادثات التي جرت في منتجع سوتشي على ضفاف البحر الأسود، الأهمية الخاصة التي تمنحها بلاده للعلاقات مع روسيا، وعبر عن تقديره للموقف الروسي في الساحات الدولية، وقال إن "موقف روسيا في الدفاع عن السودان مهم بالنسبة إلينا"، وأشار إلى تقارب مواقف البلدين حيال جملة من القضايا، وقال: "بالدرجة الأولى نحن ضد التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للدول العربية".

وحمّل عمر البشير، الولايات المتحدة مسؤولية الأزمات التي تواجهها المنطقة، وقال البشير: "نرى أن ما يجري في بلدنا، خاصة في دارفور، وجنوب السودان، نتيجة السياسات الأميركية.. وفي النتيجة انقسم بلدنا قسمين، وهو ما أدى إلى تدهور الوضع"، وأوضح مخاطبا بوتين أن "السودان بحاجة إلى حماية من الممارسات العدائية الأميركية"، رغم رفع واشنطن مؤخرا الحظر الذي فرضته على بلاده طوال عشرين عاما. وأضاف البشير أن "الوضع في البحر الأحمر يثير قلقنا، ونعتقد بأن التدخل الأميركي في تلك المنطقة يمثل مشكلة أيضا، ونريد التباحث في هذا الموضوع من منظور استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر".

وأظهر البشير تضامنا مع الرؤية الروسية لما يجري في سورية، وحمل السياسات الأميركية المسؤولية عن الوضع هناك الذي وصفه بـ"الكارثة"، كما أعرب عن قناعته بأنه "لا يمكن تحقيق السلام في سورية من دون الرئيس الأسد"، وأثنى بعد ذلك على الدور الروسي في سورية، واعتبر أنه لولا ذلك الدور لانتهت سورية.
من جانبه، عبّر بوتين عن يقينه بأن زيارة البشير إلى موسكو ستكون مثمرة جدا وستُسهم في تطوير العلاقات الثنائية، لافتا إلى أنها الزيارة الأولى التي يجريها الرئيس السوداني إلى روسيا. وتوقف عند العلاقات الاقتصادية بين بلدين، التي حققت نموا خلال العام الماضي بنسبة 66 في المئة، ومع إشارته إلى أن تلك العلاقات ليست كبيرة، لكنه عبّر عن ارتياحه لوتيرة نموها التي زادت خلال الأشهر الماضية عن 80 في المئة.

وأكد وجود آفاق جيدة للتعاون الثنائي في مجال الطاقة والتنقيب والإنتاج وتبادل المواد الخام، وكذلك في مجال النفط والطاقة الكهربائية وتطوير البرامج النووية السلمية.
وأجرى البشير محادثات في وزارة الدفاع الروسية، وقال إن اللقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كان إيجابيا، وأشار إلى اتفاق خلال المحادثات مع شويغو على تقديم روسيا المساعدة للسودان في برنامج إعادة تأهيل وتسليح القوات السودانية، وأشار بصورة خاصة إلى القوات البرية، التي تستخدم أسلحة روسية المنشأ.

وأعرب البشير عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون العسكري مع موسكو من أجل "تحديث عتاد قواتنا المسلحة"، مشيرا إلى أن "السلاح الذي نمتلكه روسي الصنع".
ودعا الشركات الروسية للعمل في السودان، لا سيما في مشروعات التنقيب وتطوير البرامج النووية السليمة، وأكد اهتمام الخرطوم بتطوير العلاقات مع القطاع النفطي الروسي، واقترح على بوتين الاستفادة من موقع السودان للتعاون الثنائي في مجال تطوير علاقات روسيا مع دول أفريقيا، وقال إن "السودان يشكل مفتاح روسيا لأفريقيا".

وتعد زيارة البشير الأولى له إلى روسيا، وتأتي بعد رفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا الحظر المفروض على السودان، وقررت واشنطن في أكتوبر/ تشرين الأول رفع بعض العقوبات المفروضة على السودان لكنها أبقت على هذا البلد على لائحة الدول المتهمة بدعم الإرهاب. وفرضت واشنطن عقوباتها المالية عام 1997 لاتهام السودان بدعم جماعات متطرفة. وبعد عقود من التوتر الدبلوماسي، تحسنت العلاقات بين الخرطوم وواشنطن إبان ولاية الرئيس السابق باراك أوباما ما سمح برفع العقوبات في عهد خلفه ترامب.
وينفي السودان دائما اتهامات للمحكمة الجنائية الدولية، بتورط الرئيس البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأصدرت المحكمة عام 2009 مذكرة توقيف باسم البشير، وظلت المحكمة من وقتها تنتقد الدول التي تستقبله، لكن روسيا انسحبت من تلك المحكمة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.​