الرئيس اللبناني ميشال عون

 أكّد الرئيس اللبناني ميشال عون أن "لبنان مقبل على مرحلة جديدة يؤمل منها الكثير، فالانتخابات النيابية أنتجت مجلسًا نيابيًا جديدًا، تمثَّلت فيه كل القوى السياسية وفقًا لأحجامها، وذلك بفضل القانون الانتخابي الجديد الذي اعتمد النسبية والذي منح المغتربين حق الاقتراع من حيث هم موجودون".

وشدد على أن "صحة التمثيل التي يعطيها القانون النسبي ستؤمن استقرارًا سياسيًا يحتاجه لبنان لمواجهة التحديات التي تنتظره على كل الصعد".

وقال عون خلال رعايته مؤتمر "الطاقة الاغترابية" الذي أطلقه وزير الخارجية جبران باسيل الخميس، في دورته الخامسة في مركز "سي سايد أرينا" في بيروت "صار لكل لبناني، أينما كان، صوته الفاعل والمؤثر في مجريات السياسة في وطنه. ويبقى، أن يستخدم هو هذا الصوت، فلا يخنقه ويسكته بعد اليوم كما حصل مع القسم الأكبر من مواطنينا في الانتخابات الأخيرة". وحضر المؤتمر الرئيس أمين الجميل ووزراء ونواب حاليون ومنتخبون وعدد من اللبنانيين المنتشرين.

ولفت عون إلى أن "الاختلاف في الرأي والموقف من بعض القضايا، وتعارض المقاربات للحلول في بعض المشاكل، سيكون مسرحهما الندوة البرلمانية حيث تتمثل كل الآراء والقوى السياسية التي ستتحمل جميعها مسؤولية العمل معاً لمجابهة تلك التحديات، وأيضًا لاستكمال مسيرة النهوض بالوطن". ورأى أن "لبنان يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى إلى المزيد من التضامن بين أبنائه، وإلى تغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى، فردية كانت أو حزبية أو طائفية".

وأكد أن "أول التحديات، لا بل المخاطر التي تواجهنا هي الوضع الإقليمي والدولي الضاغط، فلبنان يعاني من تبعات حرب لا قرار له فيها، والأعباء التي يتحملها جراءها تفوق بكثير قدرته على التحمل".

وقال "أكثر ما يثير قلقنا وريبتنا أن المجتمع الدولي يربط عودة النازحين السوريين بالتوصل إلى حل سياسي. وتجارب قضايا الشعوب المهجرة في العالم، وانتظار الحلول السياسية لا تطمئن أبداً. وأكبر المخاطر التي تواجهنا هي الموقف الدولي في شأن النازحين، والذي عبر عنه البيان المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الصادر عن مؤتمر "دعم مستقبل سورية والمنطقة"، والذي يؤشر إلى توطين مقنع يتعارض مع دستورنا ويناقض سيادتنا، ولن نسمح به على الإطلاق". 

ودعا المغتربين إلى أن "يكونوا قوة ضغط حضارية، تعمل ضمن القوانين والأنظمة، لإجبار المجتمع الدولي على إعادة النظر في مواقفه". وحضّهم على "إقناع الدول التي تتواجدون فيها بدعم ترشيح لبنان في الأمم المتحدة، ليكون مركزًا دائمًا للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق".

وكشف عون أن "العمل على الخطة الاقتصادية سينتهي قريبًا، وهي ستضع تصورًا لمعالجة المشكلات، وتحدد مكامن القوة، وتحدد القطاعات المنتجة التي يمكن الاستثمار فيها"، داعيًأ المغتربين إلى "المساهمة في النهضة الاقتصادية".

وقال باسيل :"لا تخيفني الهجرة إذا تحوَّلت من اغتراب وأصبحت انتشارًا، وعلى رغم معرفتي لما يحضر لي من حملة لتشويه غايتي، أعلن عن توقيعي اليوم لمشروع قانون يغير اسم وزارة الخارجية والمغتربين إلى وزارة الخارجية والمنتشرين والتعاون الدولي".

وأمل بأن "يأتي اليوم الذي ننشئ فيه وزارة العائدين التي تعنى بتأمين كل مستلزمات العودة وضرورات التحفيز لها في اللغة والعمل والسكن والمجتمع والدولة".

وأكد أن الخطوة النوعية المقبلة ستكون باتجاه "عملية استعادة الجنسية التي هي قيد التطوير ونتقدم من هذا المؤتمر للحكومة بمشروع قانون لتسهيل العملية وتوسيع هامش المستفيدين".

ولفت إلى أن "الدولة اللبنانية تهتم لأمركم، كون عملية انتخاب المنتشرين هي موضوع مطالبة دائمة منا لزيادة عدد النواب الممثلين لكم في الخارج من 6 إلى 12 إلى 18 نائبًا، ولمنحكم البطاقة الممغنطة لتكون بطاقتكم اللبنانية الموحدة، وكون عملية تحفيزكم على الاستثمار بدأت بصدور تعميم مصرف لبنان بإعطاء المنتشرين الفعليين قروض سكن وعمل بفوائد وآجال خاصة".

وأعلن عن "تقديم مشروع قانون المجلس الوطني للانتشار الذي يلغي المادة 12 الشهيرة من قانون وزارة الخارجية، ويعطي للانتشار صحة تمثيله عبر مجلس عالمي منتخب، وللدولة واجب رعايتها، من دون وصايتها، عبر المجلس الأعلى للانتشار برئاسة رئيس الجمهورية".

وهنأ مساعد رئيس المجلس النيابي الأردني، الأمين العام لـ "حزب العون الوطني" النائب فيصل الأعور الرئيس عون على "إنجاز الانتخابات النيابية"، الذي وصفه بـ "الإنجاز الديموقراطي التاريخي الذي يضع على صفحات المجد قوة هذا الوطن العظيم".

" إسرائيل تهجر المسيحيين"

وقال عون أمام وفد من "مجلس كنائس الشرق الأوسط" زاره في القصر الجمهوري: "منذ إقامة إسرائيل في المشرق وهي تمارس سياسة التهجير ليس فقط للفلسطينيين وللطائفة الإسلامية، بل للطائفة المسيحية بعد تجريد أبنائها من حقوقهم السياسية، ولا يمكن تصوّر الوجود المسيحي إذا اضمحل هذا الحضور في فلسطين". وأضاف: "وضع المسيحيين في لبنان يبقى الأفضل في المنطقة، لكن هناك خطرًا يتهدده يتمثل بأزمة النازحين السوريين". َ