قوات الشرطة الأفغانية

بدأت الحكومة الأفغانية الإعلان عن تأزم الوضع بإعلان الخسائر التي تعرّضت لها القوات الحكومية في مختلف الولايات خلال المواجهات مع قوات حركة طالبان والتي باتت تملك زمام المبادرة والهجوم في أغلب الولايات الأفغانية.

وتعيش قوات الشرطة الأفغانية حالة الإحباط بسبب سوء المعاملة وتدنّي الرواتب مع دفعها إلى الخطوط الأمامية لمواجهة هجمات طالبان بدلا من الجيش الأفغاني، وقلة تسليحها وتدريبها وتحميلها مسؤولية أي فشل، كل هذا زاد من الحاجة الضرورية لإعادة تقييم وضع الشرطة وإعادة تموضعها، وتحسين أوضاعها قبل أن تنزلق الحكومة وقواتها إلى نقطة قد يصعب معها مواجهة المستقبل المجهول في أفغانستان.

وأعلن مسؤولون الإثنين، أن هجمات حركة طالبان في 3 أقاليم أفغانية خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 فردا من الشرطة والجيش، بينما قتل سبعة أفراد آخرين على الأقل من رجال الشرطة الأفغانية بعد مهاجمة مقاتلي طالبان نقطة تفتيش في منطقة بوشت رود في إقليم فراه غربي أفغانستان حيث تسعى قوات طالبان إلى إنهاء سيطرة القوات الحكومية على ما تبقى لديها من مراكز في الإقليم.

وقال عضو المجلس الإقليمي لولاية فراه خير محمد نور زاي، إن اثنين على الأقل من رجال الشرطة أصيبا، وأن مسلحي طالبان استولوا على جميع المعدات بما فيها الأسلحة وأضرموا النار في نقطة التفتيش، وقتل أربعة من رجال الشرطة وأحد قادة الداخلية الأفغانية بعد هجمات شنتها طالبان على نقاط التفتيش، في منطقة قلعة نو في ولاية بادغيس شمال غربي أفغانستان، حسبما قال عضو المجلس الإقليمي عبدالله أفضلي، مضيفا أن ثمانية من رجال الشرطة أصيبوا أيضا في المعركة التي نشبت بين قوات الشرطة ومسلحي طالبان الذين هاجموا نقاط التفتيش واستمر الاشتباك حتى بعد منتصف الليل.

وقال محمد نصير نزاري أحد الأعضاء في المجلس الإقليمي للولاية، إن ما بين ستة وسبعة من رجال الشرطة أصيبوا، بينما قال عبدالرحمن منجل عضو المجلس الإقليمي في ولاية ورداك غرب العاصمة كابل، إن مكان وجود ثمانية رجال شرطة آخرين بات غير معروف للحكومة، بعد أن قتلت قوات طالبان ثلاثة جنود وكثفت الحركة هجماتها على المنشآت الحكومية والتابعة لقوات الأمن في أنحاء أفغانستان مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين القوات الحكومية.

وكشفت الأحداث الأخيرة في أفغانستان عن ضعف تعاني منه الأجهزة الأمنية والعسكرية الأفغانية وفي مقدمتها الشرطة التي تعاني من ضعف في التسلح وتدن في الأجور، وساعات طويلة في الخطوط الأمامية والمواجهات مع حركة طالبان مما يفقدها القدرة والقابلية للقتال، وبخاصة أن طالبان تقوم بقطع طرق الإمداد عن وحدات الشرطة المنتشرة في نقاط تفتيش وحراسة بعيدة عن المدن.

وتكبّدت الشرطة الأفغانية خسائر بلغت تسعين رجلا في الدفاع عن مدينة غزني التي سيطرت عليها طالبان قبل أكثر من شهر، كما أن معركة غزني أماطت اللثام عن مشكلات بينها مشاعر الاستياء الشعبية من الجيش النظامي، التي تتزايد مع تصعيد مقاتلي طالبان هجماتهم للضغط على الدولة وعرقلة الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

وزاد الوضع الأمني من تباين وجهات النظر الأفغانية مع الدول المانحة وبخاصة الولايات المتحدة ودول الناتو حيث طالب مانحون أجانب على رأسهم الولايات المتحدة منذ مدة طويلة بتنفيذ إصلاحات بما يشمل زيادة الرواتب والتخلص من القادة الفاسدين ومن أفراد الشرطة "الأشباح" الذين لا وجود فعليا لهم في الخدمة من على قوائم التوظيف والدفع، ومن المتوقع أن تخصص الولايات المتحدة 766 مليون دولار هذا العام لقوات الشرطة الوطنية الأفغانية. وتسبب ما حدث في غزنة والشكاوى واسعة النطاق من الشرطة بقطع الحكومة تعهدات على نفسها بالإصلاح ووعود بتوفير أسلحة جديدة وعتاد بدلا من الكلاشينكوف وسيارات الهمفي التي تستخدمها الشرطة.