الفرق الأمنية التونسية

أعلنت الفرق الأمنية التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب، عن تفكيك خلية تكفيرية جديدة مبايعة لما يسمى تنظيم داعش الإرهابي، وإيقاف سبعة من عناصرها. وقالت إنها ناشطة بمحافظة القصرين (وسط غربي تونس). وأشارت المصادر الأمنية ذاتها إلى أن تلك العناصر الإرهابية التي ألقي عليها القبض كانت تتواصل مع عناصر إرهابية هاربة من وجه القضاء التونسي، وهي موزعة في الجبال الغربية للبلاد، وتسعى إلى تنفيذ عمليات إرهابية استعراضية، غايتها استرجاع موقعها، إثر الضربات الأمنية الناجحة التي نفذتها أجهزة الأمن والجيش في تونس

وفي تفاصيل هذه العملية الأمنية الاستباقية، أكدت وزارة الداخلية التونسية، من خلال التحريات الأمنية التي أجرتها مع العناصر المعتقلة، على رصد هذه العناصر وتعقب تحركات أحد السياسيين، وبعض الوجوه النقابية، وعدد من الأمنيين بجهة القصرين، بغاية استهدافهم بالتصفية الجسدية، إلى جانب تخطيط عناصر هذه الخلية الإرهابية لاختطاف رجلي أعمال تونسيين، للمساومة بهما لاحقاً فيما يعرف بـ«الاحتطاب»، واشتراط فدية مالية للإفراج عنهما.
كما اعترفت عناصر هذه الخلية التكفيرية برصد عملية نقل أموال بين إحدى الشركات وفرع بنكي بالجهة، بهدف السطو عليها، في إعادة لعملية سطو تمت منذ أشهر بالمنطقة نفسها.

أقرا أيضًا: بريطانيا تردّ على ترامب وتُؤكّد أنّ "داعش" لا يزال يُمثّل تهديدًا

وأشارت مصادر أمنية تونسية إلى أن عدداً من عناصر هذه الخلية متورط في إطلاق النار على دورية أمنية في القصرين، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وشهدت المنطقة نفسها حادثتي سطو إرهابي مسلح، على فرعين من البنوك بالجهة، وقتل تونسي اتضح فيما بعد أنه شقيق عسكري قتل بدوره في عملية إرهابية سابقة. وكانت عمليات السطو خلال شهري أغسطس (آب) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين.

ويقدر خبراء تونسيون ومختصون في التنظيمات الإرهابية، على غرار علية العلاني وفيصل الشريف، عدد الخلايا الإرهابية النائمة في تونس بما بين 300 و400 خلية إرهابية متعاطفة مع الجماعات الإرهابية، وتوفر لها الدعم المالي واللوجستي الضروري لمواصلة استنزاف قوى الأمن والجيش، وتنعتهم بـ«الطواغيت» وتحرض على قتلهم. 

وتذهب أطراف أخرى متابعة للشأن الأمني التونسي، إلى أن عدد الخلايا الإرهابية النائمة قد يكون أكثر بكثير من هذا العدد، ويعتمدون في تقديراتهم تلك على تأكيد وزارة الداخلية التونسية في أكثر من مناسبة على منع عشرات الآلاف من الشباب التونسي خلال السنوات الماضية، من الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر في ليبيا وسوريا والعراق. 

وتشير مصادر حكومية إلى أن نحو ثلاثة آلاف تونسي قد انضموا بالفعل إلى تلك التنظيمات، ومن بينهم نحو 70 في المائة في سوريا. 

وكانت أجهزة الأمن التونسي قد نفذت في الثالث من يناير (كانون الثاني) الحالي، عملية مداهمة لأحد المنازل في مدينة جلمة بولاية (محافظة) سيدي بوزيد المجاورة؛ حيث كان يتحصن إرهابيان تونسيان. وخلَّفت العملية تفجير الإرهابيين عز الدين العلوي وغالي العمري نفسيهما باستعمال حزام ناسف، خلال تبادل لإطلاق النار مع الوحدات الأمنية. وأفاد سفيان الزعق، المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، بأن الإرهابي عز الدين العلوي، هو قائد «كتيبة الجهاد والتوحيد» الإرهابية، وهو كذلك العقل المدبر لمخطط إرهابي يعمل على تنفيذ عمليات نوعية ضد أمنيين، والسيطرة على مدينة جلمة، وإقامة إمارة «داعشية» بها. 

ومنذ 2011 شهدت الجبال المحيطة بمدينة القصرين وسيدي بوزيد القريبة منها، عدة عمليات إرهابية دامية، استهدفت دوريات للأمن والجيش، أبرزها سنة 2013، حينما قتل 8 جنود تونسيين في كمين نصب لهم، وخلال سنة 2014 قتل كذلك 15 جندياً في هجوم بأسلحة رشاشة وقذائف «آر بي جي».

وقد يهمك أيضًا: 

رئيس الحكومة التونسية يلتقي مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية

ثماني سنوات تمرُّ على "الربيع العربي" في تونس ولم يتحقق أي من مبادئ الثورة