ائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي

اتسمت مواقف المسؤولين الإيرانيين، الإثنين، بالتخبط، وبينما واصل كبار المسؤولين، على رأسهم المرشد علي خامنئي، الاتهامات لأطراف خارجية، حذّر أمين عام مجلس الأمن القومي علي شمخاني من "مؤامرة الأعداء"، مشيرا إلى ضرورة وجود حوار بين طهران ودول الجوار.

ونظّم "الحرس الثوري" الإثنين جنازة لقتلى الهجوم على عرض عسكري وسط الأحواز جنوب غربي البلاد، وفي أول تعليق للمرشد الإيراني، جدد علي خامنئي تهديداته لأطراف خارجية، واتهمها بالوقوف وراء الهجوم على العرض العسكري، وقال إن إيران "ستعاقب بشدة" من يقفون وراء الهجوم، وبينما اتهم خامنئي، الدول العربية الرافضة لسياسات إيران الإقليمية، وجه حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، اتهاما للولايات المتحدة وإسرائيل بالتورط في الهجوم، وقال إن عليهما توقع رد مدمر من طهران.

وقال خامنئي عبر موقعه على الإنترنت: "اعتمادا على التقارير فإن هذا العمل الجبان قام به أشخاص جاء الأميركيون لمساعدتهم عندما كانوا محاصرين في سورية والعراق"، متهما دولا عربية بتمويل الهجوم.

وقال نائب قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي، في كلمة قبل جنازة القتلى، نقلها التلفزيون الرسمي في بث حي: "رأيتم انتقامنا من قبل.. سترون أن ردنا سيكون ساحقا ومدمرا، وستندمون على فعلتكم"، واعتبر سلامي أن الهجوم في إطار "مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة".

قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، على نقيض خامنئي، إن إيران بحاجة إلى التحدث إلى جيرانها، لتجنب مزيد من التوتر، مضيفا أنه "من الضروري أن نعي تماما، ونزيد من حواراتنا البناءة لتحييد مؤامرات الأعداء الذين يريدون إشاعة الشكوك والخلاف بين دول المنطقة"، كما انتقد شمخاني، الولايات المتحدة، قائلا إن العقوبات الأميركية ضد إيران غير قانونية، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستغلها كأداة "للانتقام الشخصي".

ونظم "الحرس الثوري"، تشييعا لقتلى الهجوم بمشاركة آلاف الأشخاص في الأحواز جنوب غربي إيران، وهتف الكثيرون: "الموت لإسرائيل وأميركا".

وأسفر هجوم بالأسلحة الخفيفة (كلاشينكوف) على عرض عسكري عن مقتل 25 شخصا، بينهم 12 من عناصر "الحرس الثوري"، وفقا إلى وكالة "رويترز".

وأطلق المهاجمون الأربعة النار على منصة للعرض العسكري قبالة مقر "فيلق 92" مركز قيادة الجيش الإيراني غرب البلاد، تجمع عليها مسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويا في ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية، التي دارت من العام 1980 إلى العام 1988.

كانت وكالات أنباء "الحرس الثوري" نشرت قائمة أسماء تضم 25 من القتلى، وتشير القائمة إلى رتب العسكريين، من بينهم 18 من منتسبي قاعدة "ولي عصر" التابعة إلى "الحرس"، بما فيهم عقيد ونقيب، والمسؤول عن دائرة الإرشاد الديني في الجيش الإيراني (رجل دين من بين المسؤولين في المنصة) وطفل كان يرافق والده العسكري برتبة رائد في الجيش الإيراني، إضافة إلى أربعة آخرين لم تحدد هوياتهم.

ويعد الهجوم أحد أسوأ الهجمات على قوات "الحرس الثوري" الإيراني، ووصفت طهران الهجوم منذ اللحظات الأولى بالإرهابي.

وتضاربت الأنباء بشأن عدد المسلحين وهوياتهم ومقتلهم، ولم تكشف السلطات سوى عن هوية مسلح، وقال مسؤول عسكري إن ثلاثة قتلوا واعتقل رابع، قبل أن تعلن السلطات مقتل المسلحين الأربعة، لكن وكالة "فارس" التابعة لـ"الحرس" أفادت بأن المهاجمين خمسة، وأن "الشخص الخامس عثر عليه بين القتلى وبحوزته أسلحة ومتنكر بأزياء (الباسيج)".
وبحسب الوكالة، فإن اثنين من المهاجمين أشقاء برفقة ابن عمهم.

يذكر أنّ الولايات المتحدة والإمارات فنّدتا مزاعم إيرانية تلمح إلى تورطهما في الهجوم، وردا على سؤال لـ"فوكس نيوز" عما إذا كان للولايات المتحدة أي دور في الهجوم، قال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي: "عندما يقع حادث أمني داخل بلدك، وتلقي باللوم على آخرين، فإنك تقع في خطأ فادح"، وأضاف أن سقوط الأبرياء قتلى أمر مأساوي.
ونقلت وكالات إيرانية عن وزير الأمن محمود علوي، أن السلطات اعتقلت عددا من المتورطين في الحادث، من دون الإشارة إلى عدد المعتقلين.