الرئيس إيمانويل ماكرون

أعلن قصر الإليزيه أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، سيصل إلى باريس السبت المقبل، وأن الرئيس إيمانويل ماكرون سيستقبله.
وأشارت مصادر فرنسية إلى أن ماكرون "انخرط" في البحث عن مخرج لأزمة استقالة الحريري، وما تبعها، من خلال اتصالاته المباشرة مع أعلى السلطات السعودية، إذ اتصل هاتفيّا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز "أكثر من مرة"، كما التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، في التاسع من الشهر الحالي.

إضافةً إلى ذلك، عاود ماكرون الاتصال بالأمير محمد بن سلمان، أمس، كما أوفد إلى الرياض وزير خارجيته جان إيف لودريان الذي كانت له في العاصمة السعودية مجموعة من اللقاءات الرئيسية.
يُضاف إلى ذلك كله، من ضمن الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الفرنسي الذي يريد لبلاده "دبلوماسية نشطة" في الشرق الأوسط والعالم العربي، تواصله مع الرئيس اللبناني ومع الحريري نفسه، واستقباله للوزير جبران باسيل في قصر الإليزيه، قبل ثلاثة أيام.
وتقول المصادر الفرنسية إن تحرك ماكرون ليس سببه فقط الرغبة في أن تكون باريس ناشطة في الملف اللبناني أكثر من أي عاصمة غربية أخرى، بل لأنه "يريد أن يتلافى لبنان أزمات قادمة وتهديدات تلوح في الأفق"، بسبب الوضع في سورية والتهديدات المتبادلة وتصاعد اللهجة العسكرية.
وفي كل مناسبة، ووفق ما تقوله باريس، فإن الهدف هو "حماية لبنان وتوفير شبكة أمان" تحمي هذا البلد من الانعكاسات الخارجية ومن التوترات الداخلية.

وما تريده من خلال دعوة الحريري إلى لبنان، هو أن تكون "بداية تراجع" في التصعيد والبدء بدراسة الأسباب التي دفعت الحريري إلى الاستقالة، ومعرفة ما إذا كانت ممكنة المعالجة.
وتودّ باريس لو أن الحريري يعود عن استقالته "بحيث لا يحصل فراغ في السلطة، ويختل التوازن بين المؤسسات اللبنانية".
كانت فرنسا التي استقبلت تباعا الرئيس الحريري في سبتمبر/ أيلول الماضي والرئيس عون في الشهر الذي يليه، وبدأت بالتحضير للمؤتمر الذي تنوي استضافته، الخاص بمساعدة الاقتصاد اللبناني على مواجهة تبعات الحضور السوري القوي في لبنان "نحو مليون ونصف المليون من اللاجئين والنازحين"، كما أنها كانت تخطط لمؤتمر ثانٍ غرضه توفير الدعم للجيش اللبناني.
كان وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان، التقى رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في مقر إقامة الأخير بالرياض، الخميس، حسب ما أكدت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية، التي حضرت بداية الاجتماع.

وقال الحريري بالفرنسية ردا على سؤال طرحه عليه صحافي بشأن موعد ذهابه إلى فرنسا بناء على دعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون: "أفضل أن لا أجيب الآن"، مضيفاً "سأعلن لكم ذلك" في حينه.
وقال لو دريان في تغريدة على "تويتر" مصحوبة بصور لاجتماعهما: "اجتماع ودي مليء بالثقة مع سعد الحريري الذي سيأتي إلى باريس قريبا تلبيةً لدعوة من الرئيس".
ولودريان هو أرفع مسؤول غربي يلتقي الحريري في العاصمة السعودية أمام الصحافة منذ إعلان الأخير استقالته من رئاسة الحكومة من الرياض، في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.​