تنظيم "القاعدة"

سلم قائد في جناح تنظيم "القاعدة" في منطقة الصحراء ويدعى عبدالله، نفسه إلى السلطات الجزائرية، حاملاً معه أسلحة ثقيلة في منطقة صحراوية جنوب محافظة تمنراست التي تبعد مسافة ألفي كيلومتر من جنوب العاصمة. وأبلغت مصادر أمنية "الحياة" أن زعيم جماعة "المرابطون" مختار بلمختار كلف عبدالله بمراقبة عمليات تهريب أسلحة بين مالي والجزائر.

وأشارت وزارة الدفاع إلى أن "الإرهابي الجزائري" الذي التحق بجماعات إرهابية عام 2014 كان في حوزته قاذف صاروخي من نوع أر بي جي 7 و4 مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف، و4 قذائف صاروخية، وكمية من الذخيرة.

وعلمت "الحياة" أن عبدالله التحق بالجماعات المسلحة بعد الاشتباه في مرحلة أولى بعلاقته بتهريب أسلحة في مناطق صحراوية. وورد اسمه في تحقيقات أجريت العام الماضي مع قياديين بارزين في الفرع الصحراوي لتنظيم "القاعدة" سلموا أنفسهم للسلطات. وكشف مسلحان تعتقلهما السلطات هما "ب. عبد الكريم" و "ف. عثمان" أن المسلح الجزائري انضم إلى فصيل لمجندين جدد، ثم تحول إلى قائد كبير بعد مقتل أمير منطقة الصحراء عبد الحميد أبو زيد عام 2013 على يد قوات تشادية مدعومة فرنسياً.

وزاد عدد المسلحين المتشدّدين في المنطقة الصحراوية الذين سلموا أنفسهم في الأشهر الأخيرة، فيما لم تعد "إمارة الصحراء" فرعاً ذي نشاط بارز. ويعتقد بأن الرابط الهيكلي انقطع بين نواة تنظيم "القاعدة" في منطقة القبائل شمال الجزائر، وفرعه في الصحراء الذي كان يشكل مصدر تمويل مهم ومحوراً لعمليات لافتة ضد أفراد الجيش أو مصالح حيوية تتبع وزارات الطاقة خصوصاً.

واعتبر الفرع الصحراوي لـ "القاعدة" أحد أبرز الكتائب منذ أن خطف عبد الرزاق البارا (عماري صايفي) سياحاً أوروبيين، ثم تسلم القيادة مختار بلمختار (الأعور) بمساعدة أبو زيد. لكن خلافاً نشب بين بلمختار وقيادة "القاعدة" حيّد نشاط الجناح لمصلحة "المرابطون".