الحركة الشعبية في السودان

تحوَّلت الخلافات بين متمردي "الحركة الشعبية- الشمال" في السودان إلى مواجهات دامية، إذ اتهم رئيس الحركة مالك عقار مجموعة داخلها بقيادة انقلاب سياسي وعسكري ومهاجمة مواقع عسكرية للحركة في مناطق سيطرتها في النيل الأزرق بتحريض جزء من مقاتليها على أساس قبلي، بينما اتهم تيار مناوئ، عقار، بارتكاب مجزرة في مخيم للاجئين في جنوب السودان راح ضحيتها أكثر من 100 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال وبتصفية قائد عسكري كبير.

وجاء في بيان صدر عن مكتب عقار أن بعض أعضاء الحركة بدأوا بتحريض قبائل ضد قبائل أخرى في مخيمات اللاجئين، وزاد: لم يتوقف الأمر عند ذلك بل امتد إلى الاعتداء المسلح على الرعاة من قبائل بعينها داخل المناطق المحررة، والعمل على تحريض الجيش الشعبي.

وذكر أن المجموعة المتهمة هم بعض أعضاء الحركة الذين أيدوا سابقاً قرارات مجلس التحرير في جبال النوبة بإقالة الأمين العام للحركة ياسر عرمان وطالبوا بحق تقرير مصير منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأوضح البيان أن المجموعة ذاتها اعتدت على بعض المواقع العسكرية في المناطق المحررة بتحريض جزء من مقاتلين على أساس قبلي، مضيفاً: امتد الأمر إلى مهاجمة رئاسة رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي .

في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم المجلس القيادي العسكري المناوئ لعقار العقيد جمعة الهادي قوريى في بيان إن قوة من ميليشيات الانقسنا التابعة لعقار المتمركزة في مخيمات للاجئين في دولة جنوب السودان تقدمت بكامل عتادها العسكري وأطلقت النار على قواتهم ما أجبرها على الرد والتصدي بقيادة اللواء ستيفن آمد واللواء سيلا موسى كنجي. وتابع أنه من محور يابوس، قام اللواء الجندي سليمان واللواء فرج الله قمز بتطهير بقايا ميليشيات الانقسنا المعتدين الذين تكبدوا خسائر فادحة قبل أن يلوذوا بالفرار. وأوضح أن ميليشيات الأنقسنا توجهت إلى مخيم دورو المأهول باللاجئين ليلاً فحاصرته وارتكبت مجزرة بشعة بحق المدنيين الأبرياء على أساس قبلي وعرقي راح ضحيتها أكثر من 100 طفل وامرأة وكبار سن غدراً، ما أدى إلى فرار المدنيين.

إلى ذلك، أوصت إلى الخرطوم أمس، قيادات منشقة عن "حركة العدل والمساواة" المتمردة في دارفور أبرزهم مسؤول الإدارة والتنظيم أبو بكر حامد ومسؤول الشؤون الإنسانية سليمان جاموس بعد جهود بذلها الرئيس التشادي إدريس ديبي. وقال رئيس مكتب سلام دارفور التابع للرئاسة مجدي خلف الله إن عودة حماد وجاموس جاءت نتيجة للاتصالات المستمرة مع الحركات المسلحة والممانعين، موضحاً أنهما سيوقعان على وثيقة الحوار الوطني

من جهة أخرى، وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، مع الهيئة السودانية لمكافحة الإرهاب، على مذكرة تفاهم للتعاون. وذكر بيان للهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب، أن برنامج الأمم المتحدة، يعتزم من خلال مذكرة التفاهم التصدي لمشكلات الشباب الأكثر عرضة لخطر التطرف. كما يطمح الاتفاق إلى بناء القدرات الوطنية في المجتمع المدني لمنع التطرف ومعالجته.

إلى ذلك، أعلن الفاتيكان (رويترز) أمس، أنه ألغى خططاً مبدئية لزيارة البابا فرنسيس هذا العام جنوب السودان الذي يعاني حرباً أهلية ومجاعة وأزمة لاجئين. وقال غريغ بورك الناطق باسم البابا إن الرحلة «لن تكون هذا العام» لكنه لم يفصح عن موعد آخر لها.
ولم يقدم بورك سبباً لإلغاء الخطط، لكن مصادر في الفاتيكان والكنيسة قالت إن السبب يعود إلى مخاوف أمنية وترتيبات لوجيستية.