طائرات درون

حذَّر كبار المسؤولين عن الأمن في الولايات المتحدة من استعمال متطرفين طائرات درون (من دون طيار)، ومع نشر أخبار بأن العدد وصل إلى أكثر من مليون شخص، وقالت كريستين نيلسين، وزير أمن الوطن في الولايات المتحدة، في مقابلة مع مجلة "تايم": "يستعمل الإرهابيون في دول أجنبية طائرات (درون) في هجماتهم وحملاتهم الدعائية، ويستعملها أيضا مجرمون وتجار مخدرات قرب حدودنا، وداخلها. ونعمل نحن مع الكونغرس لسن قوانين تساعدنا على ضمان حماية الشعب الأميركي من هذا الخطر المتزايد".

وحسب تقرير أصدره "مركز دراسات الدرون" في كلية بارد (ولاية نيويورك): "صارت الاستخدامات السيئة لهذه التكنولوجيا متوفّرة على نطاق واسع في متاجر التجزئة، بما في ذلك (أمازون) و(وول مارت). وعكس طائرة الدرون العسكرية التي يمكن أن تكلف الواحدة أكثر من 15 مليون دولار، هذه طائرة صغيرة جدا، وتكلف بضع مئات من الدولارات، وقدراتها مثيرة لخيالات الأشرار" وفق تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".

وأضاف التقرير: "صار توفر واسع للطائرات التجارية من دون طيار يشكل أكبر تهديد للأمن والقانون في الولايات المتحدة"، ورغم أن إدارة الطيران الفيدرالية (إف إيه إيه) رخصت أكثر من مليون طائرة "لم يسجل كل مشترى طائرته".

وتابع التقرير: "ربما صار الدرس الرئيسي من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول هو مجيء التهديدات من أماكن غير متوقّعة، وبخاصة من السماء". وانتقد التقرير إدارة الطيران الفيدرالية (إف إيه إيه)، وقال إنها يجب أن تتشدد في التصديق على، ومراقبة، هذا النوع من الطائرات.

وقالت مجلة "تايم" إن وكالات عسكرية تكنولوجية في البنتاغون تعمل في "تطوير ونشر تكنولوجيا هزيمة الطائرات من دون طيار"، وإن البنتاغون رصد 400 مليون دولار لهذا الهدف خلال هذا العام.

وأضافت المجلة: "واحد من الأسباب التي تجعل الحكومة الأميركية تخاف من الطائرات من دون طيار هو أن الحكومة تعرف جيدا أهمية وفعالية القوة الجوية التي يتحكم فيها من بعد".

وأوضحت المجلة أنه منذ عام 2001 استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، والسلاح الجوي الأميركي، نوعا عملاقا من هذه الطائرات، مثل "بريديتور" و"ريبر"، وأن الطائرة الواحدة تكلف ملايين الدولارات، وتقدر على حمل صواريخ "هيلفاير"، وقنبلة يصل وزنها إلى 500 رطل.

وأشارت المجلة إلى أن هجمات هذه الطائرات تنسق من قاعدة عسكرية في ولاية نيفادا، وأن هذه الهجمات "قتلت الآلاف من المسلحين في دول الشرق الأوسط والقرن الأفريقي. وفي الوقت نفسه، هي مسؤولة عن ما بين 751 و5.555 من القتلى المدنيين". وبالنسبة إلى خطر طائرات درون المدنية داخل الولايات المتحدة، نقلت المجلة تفاصيل ما حدث 30 سبتمبر الماضي، عندما وقعت 8 حوادث في يوم واحد فقط، منها: قال طيار في الجو إنه شاهد طائرة درون قريبة، وكان يطير على ارتفاع 4 آلاف قدم، ويحمل عددا كبيرا من المسافرين، وهو يهبط بهم في مطار أوهير في شيكاغو. وقال طيار كان يقود طائرة أقلعت من مطار دالاس (ولاية تكساس) إنه شاهد طائرة درون على مسافة 300 قدم من طائرته.

وأضافت المجلة أن العام الماضي شهد تسجيل قرابة ألفي مخالفة لطائرات درون، بالمقارنة مع 240 مخالفة في العام الذي سبقه، وأن إدارة الطيران الفيدرالية تتوقع أن يتحول هذا الوضع السيئ إلى أسوأ في المستقبل، وأن عدد طائرات الدرون المدنية يمكن أن يصل إلى قرابة 4 ملايين طائرة في عام 2021.