عناصر من جبهة النصرة

تقاطعت معلومات لـ "الحياة" من مصادر أمنية وأخرى بقاعية، تفيد بأن المفاوضات بين "جبهة النصرة"، فتح الشام، و"حزب الله" عبر "سرايا أهل الشام" ووسطاء آخرين، بشأن إخلاء مسلحي "النصرة" جرود بلدة عرسال البقاعية توقفت قبل 3 أيام، وأن فشلها يرجح تنفيذ الحزب العملية العسكرية التي كان لوّح بها قبل 10 أيام، إلا إذا طرأ تطور جديد في ربع الساعة الأخير.

وأفادت المعلومات المتقاطعة بأن المفاوضات بلغت حائطًا مسدودًا نتيجة إصرار "النصرة"، ممثلة في مسؤولها في القلمون أبو مالك التلة، على مغادرة الجرود مع كامل أسلحتها الخفيفة والثقيلة، إلا أن الحزب رفض الأمر واشترط على "النصرة" مغادرة المسلحين مع أسلحة خفيفة فقط.

وكان التفاوض استؤنف لإيجاد تسوية لإخلاء الجرود من هذا التنظيم الأسبوع الماضي، على وقع مواصلة الجيش السوري غاراته الجوية على مواقع المسلحين في منطقة القلمون والجرود البعيدة من عرسال، منذ أكثر من 10 أيام، وبعد تسريبات للحزب تفيد بأن ساعة الصفر لإطلاق العملية العسكرية في الجرود اقتربت، واستمرت غارات الطيران السوري فجر الإثنين، فشمل القصف مناطق جردية لبنانية، أحس بارتجاجات قذائفه أهالي عرسال في منازلهم.

ولمحت المصادر ذاتها، إلى أن التفاوض تضمن بندًا يتعلق بالمال، مؤكدة أنه لم يحصل تفاوض مع "داعش" لا في الأيام القليلة الماضية ولا قبلها، باعتبار أن "عقيدة هذا التنظيم تؤمن بالموت لا بالتفاوض"، معتبرة أن "التفاوض مع النصرة لم يعد مجديًا بعدما تعذر التوصل إلى اتفاق واتخذ قرار المعركة لإخراج المسلحين من الجرود"، فيما لفتت مصادر بقاعية إلى أن مطلب زعيم "النصرة" أبو مالك التلة، مغادرة الجرود إلى تركيا ليس جديدًا فهو يتمسك بهذا الشرط منذ بدء التفاوض معه.

وشهد الإثنين تداول معلومات إعلامية غير مؤكدة عن أن التلة بعث برسائل إلى نازحين في مخيمات قريبة من عرسال يدعوهم فيها إلى الانتقال إلى منطقة القلمون، ويؤكد أن "معركته هي مع "حزب الله" وليس مع الجيش اللبناني"، بينما تترقب الأوساط السياسية والأمنية انعكاسات المعركة على النازحين، فمخيمات هؤلاء في عرسال وعند أطرافها تحتضن بعض أهالي المسلحين الذين يحتمون في الجرود، لكن النازحين الذين يتواجدون في الجرود البعيدة على الحدود المتداخلة قد يتحملون تبعات معركة الحسم إذا استهدفت مسلحي "النصرة" بداية وهم الأقرب إلى هذه المخيمات.

أما مسلحو "داعش" فإن محاصرتهم لا تمكنهم من التراجع في اتجاه عرسال،  ورجحت أوساط متابعة فتح طريق لهم في اتجاه الداخل السوري، ويتردد أنهم يرغبون في الانتقال إلى دير الزور أو إدلب.