الحكومة اللبنانية

تراوح الحكومة في مربع أزمة تمثيل سنة «8 آذار» إذ لم تسفر الاتصالات عن أي حلحلة، رغم الحراك الذي يقوم به وزير الخارجية جبران باسيل الذي يعمل على معالجة العقد والاختلافات القائمة و«الحؤول دون نقلها إلى داخل الحكومة وطاولة مجلس الوزراء» وذلك للحفاظ على استقرار الحكومة وإنتاجيتها في وقت لاحق.

وأكد «المستقبل» وسط هذ الجمود، أن العقدة السنية «مفتعلة»، وهو ما عبر عنه النائب محمد القرعاوي الذي قال في حديث إذاعي إن «العقدة السنية مصطنعة، إذ إن النواب الستة المستقلين ليسوا كتلة واحدة بل هم منضوون في كتل مختلفة»، وقال: «إذا لم يسهل حزب الله تشكيل الحكومة فالبلاد ذاهبة نحو الانهيار الاقتصادي».

واعتبر القرعاوي أن «الحل بيد حزب الله»، لافتا إلى أن «الرئيس المكلف سعد الحريري ترك باب الحل مفتوحا، لكنه لا يقبل أن يكسر البلد أحد، وهو زعيم الطائفة السنية ومدعوم منها».

وشدّد الحريري الخميس على «إيمانه بقدرة لبنان على الخروج من الجمود السياسي الذي يعيشه»، لافتا إلى أن «البلد تمكن من الخروج من أزمات أصعب بكثير في السابق»، وأوحت الأجواء السياسية بأن لا حل متفقا عليه بعد يمكن أن ينهي الأزمة الحكومية، إذ تساءل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط: «أين العقدة الوزارية؟» ليشير إلى أن «البحث مستمر».

وحضر ملف تشكيل الحكومة في لقاء رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، في معراب، مع عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبوالحسن (الحزب الاشتراكي) الذي أشار «إلى تطابق وجهات النظر بشأن أهميّة العمل من أجل الخروج سريعا من هذه المراوحة»، معتبرا أن «هذا يتطلّب خطوات إلى الأمام من أجل أن تتقدم مسيرة الدولة وأن تكون هناك حكومة تراعي وتحاكي مشاكل وهموم اللبنانيين جميعاً»، ولم تخفِ الأطراف المعنية بالحكومة الجمود الطاغي على مساعي الحل، إذ رأى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي أنه «لا يمكن التكهن بموعد تشكيل الحكومة، وبخاصة أن العراقيل متعددة، محلية وغير محلية»، داعيا «جميع المعنيين إلى عدم التلطي خلف أمور معينة تعيق تأليف الحكومة، وبخاصة أنه مضى على الانتخابات النيابية ما يفوق الستة أشهر، من دون إنتاج أو حركة في البلاد».

واقترح الرئيس نبيه بري، على الوزير باسيل مقترحا يفضي إلى تسهيل ولادة الحكومة، حسب ما كشف عضو كتلته النيابية النائب فادي علامة، قائلا إن «بري أعطى بعض اقتراحات الحلول لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يمكن أن يبنى عليها لحل العقدة السنية»، مشيرا إلى أن «الجميع يأمل أن يصل حراك باسيل إلى النتيجة المرجوة».

وشدّد علامة على «أهمية تمثيل نواب السنة المستقلين في الحكومة المقبلة لأن هذا حقهم الطبيعي»، مؤكدا «ضرورة إيجاد حل لهذه العقدة على غرار العقدتين المسيحية والدرزية، للشروع في إنجاز حكومة وحدة وطنية تشمل كل الفرقاء بإمكانها أخذ القرارات الصارمة بشأن كل التحديات التي تنتظر البلاد».