المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي

اتهمت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إيران بأنها تعدت على سيادة جيرانها في كل من لبنان وسورية واليمن، فضلًا عن أنها تتجاهل سيادة العراق، وحملت طهران المسؤولية الكاملة، عن الهجمات الأخيرة على السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية الأميركية في البصرة، مؤكدة أن واشنطن لن تتردد في الدفاع بقوة عن حياة الأميركيين.

وخلافًا للبيانات التي تلاها الأعضاء الآخرون في مجلس الأمن، والتي ركزوا فيها على جاري عادتهم على القضية الفلسطينية لأن الجلسة تعقد تحت بند "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية"، قالت هيلي التي تتولى بلادها رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري، إنها ترى أن هذا النقاش يركز بشكل مفرط وغير عادل على إسرائيل، مضيفة أن "النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي" جاد ويستحق اهتمام هذا المجلس، ولكنها أضافت، "أن هناك بلدًا واحدًا هو مصدر النزاع وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط ، إنه إيران" وفق صحيفة الشرق الأوسط.

ونبهت إلى أنه منذ ما يقارب 40 عامًا، ظل النظام الإيراني موجودًا خارج مجتمع الدول الملتزمة بالقانون، من الصعب أن نتحدث عن نزاع في الشرق الأوسط لا يحمل بصمات إيران، وقالت إن النظام الإيراني "دعم الديكتاتوريين الذين يسممون شعبهم بالغازات"، في إشارة إلى دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفة أنها "تمول المقاتلين الأجانب والإرهابيين، وتنقل الصواريخ إلى المسلحين"، وأكدت أنه "عبر الشرق الأوسط، داست إيران على سيادة جيرانها، في لبنان، في سوريا، في اليمن، وقد أظهر النظام الإيراني تجاهلًا تامًا لسيادة بلد ما في مرحلة حرجة من تطوره السياسي، العراق".

ولاحظت هيلي أن الزعماء الإيرانيين، يتظاهرون بأن تدخلهم في سيادة الدول الأخرى يحصل باسم الانتماء الديني، ويرغبون في الادعاء بأنهم (مدعوون) إلى شؤون الدول الأخرى"، غير أن الواقع يفيد أن "دوافع الملالي أقل بكثير من ذلك"، معتبرة أنه "في حالة العراق، هدفهم استغلال الغموض لإنشاء ممر تسيطر عليه إيران لنقل الأسلحة والمقاتلين من طهران إلى منطقة المتوسط"، وأشارت إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تصاعدت وتيرة العدوان الإيراني، إذ عمل وكلاء إيران في العراق علانية، مع تمويل وتدريب وأسلحة توفرها طهران، لافتة إلى تقارير عن بدء النظام الإيراني خلال الأشهر القليلة الماضية لنقل الصواريخ الباليستية إلى هؤلاء التابعين في العراق"، فضلًا عن تطوير قدرة ميليشياته على إنتاج صواريخه داخل العراق.

ولفتت المندوبة الأميركية إلى أنه في انتهاك صارخ للسيادة العراقية، أطلق النظام الإيراني أخيرًا وابلًا من الصواريخ من إيران إلى العراق، وهاجمت إيران مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، مما أدى إلى مقتل 11 شخصًا، ورأت أن هذا التدخل الإيراني في سيادة العراق يجب أن يكون ذا أهمية كبيرة لمجلس الأمن لأسباب كثيرة، ليس أقلها لأنه يحصل في تحد واضح لقرارات المجلس.

وكشفت أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني "، يقود جهدًا للتأثير على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة"، مذكرة بأنه ممنوع من السفر إلى خارج إيران في قرار من مجلس الأمن عام 2007.

وكذلك عندما أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2231 عام 2015، مضيفة أنه على رغم حظر السفر الواضح، أقام سليماني عمليًا في العراق منذ إجراء الانتخابات في مايو /أيار الماضي، وأكدت أن سليماني، "ليس هناك للمساعدة في إنشاء حكومة في بغداد تستجيب للشعب العراقي، إنه موجود لبناء حكومة عراقية تخضع لسيطرة النظام الإيراني.

وقالت هيلي إن "إيران تعامل العراق كما لو أنه دولة غير مستقلة"، إذ أنها "تعتبر العراق مجرد نقطة عبور للأسلحة الإيرانية ومنطقة تدريب للوكلاء الإيرانيين"، ورأت أن إيران تسعى إلى إبقاء العراق ضعيفًا اقتصاديُا ويعتمد على صادراتها، علمًا بأن العراق يمتلك الكثير من موارده الخاصة. لماذا؟، لأن إيران تريد استخدام عراق ضعيف لتمويل نشاطاتها الإرهابية بطريقة غير مشروعة"، وأضافت أن هناك تصعيدًا إيرانيًا أحدث له عواقب خاصة على الأميركيين"، مشيرة إلى أنه قبل أسبوعين، شنت مجموعتان إيرانيتان هجومًا بالصواريخ على السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية الأميركية في البصرة".

وأكدت أن استخدام قوات تابعة في العراق لا يمنح النظام الإيراني حق الإنكار المعقول عندما تحصل مثل هذه الهجمات، مشددة على "أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولن تشتري ذلك"، وحملت النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن هجمات وكلائه على المنشآت والموظفين الأميركيين في العراق، "ولن نتردد في الدفاع عن حياة الأميركيين بقوة"، وأكدت أن الولايات المتحدة، ملتزمة العمل مع العراق لمساعدته على إنشاء حكومة جامعة ومستقلة"، بينما تروج إيران لعدم الاستقرار في سورية واليمن ولبنان وفي الشرق الأوسط.