وزارة الدفاع الروسية

ترى وزارة الدفاع الروسية أن عملية نزع الألغام في سورية، هي واحدة من أكثر المهام صعوبة وتعقيداً، وأكدت أن دولا بينها أرمينيا وافقت على المشاركة في تلك العملية. وقال ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي، في حوار أجرته معه صحيفة “غازيتا. رو” الإلكترونية الروسية، إن المهمة الأكثر تعقيدا في سورية الآن هي مسألة نزع الألغام بعد انتهاء العمليات القتالية في البلاد.

وأشار فومين إلى محادثات تجري مع وزارة الدفاع في كل من إيران ومصر وصربيا وأرمينيا وتركيا والإمارات العربية، للمشاركة في تنفيذ تلك المهمة، وأكد أن “أرمينيا وصربيا أكدتا موافقتهما على إرسال فرق خبراء للمشاركة في نزع الألغام في سورية، وقد ينضم إليهما خبراء نزع الألغام من الصين”، ولفت إلى تعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة في هذا المجال، وأضاف أن “بعض الدول أبدت استعدادها لتقديم المساعدة المالية لهذه المهمة”، ولم يحدد من هي تلك الدول.

وعبر فومين عن قناعته بأن العملية العسكرية ضد الإرهاب في سورية على وشك أن تنتهي، وشدد على الدور الروسي الحاسم في تلك العملية، وقال بهذا الخصوص: “أعتقد أنه لا يوجد شك لدى أحد بأن الدور الملموس في نجاح عمليات التصدي للإرهاب في سورية يعود إلى القوات الجوية الروسية، التي قدمت الدعم للقوات البرية السورية”، وأضاف أنه “لم يبق اليوم سوى إنجاز الهجوم في مناطق جنوب - شرق سورية ، على طول ضفة الفرات”، موضحاً أن “المنطقة هناك تشهد حاليا عمليات عسكرية نشطة” وأن “الإرهابيين ما زالوا يبدون مقاومة”، وعبر عن يقينه بأن “مصيرهم محسوم”، وأن القضية المدرجة على جدول الأعمال حاليا هي “التسوية السياسية في مرحلة ما بعد النزاع المسلح، وإعادة الإعمار، وتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية للمدنيين”. وقال إن مركز حميميم يتمكن من حل المهام الإنسانية حاليا، بصورة ذاتية كذلك من خلال التعاون مع المنظمات الدولية، وأكد أن روسيا تمكنت من جذب أبخازيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان والصين وصربيا للتعاون في هذا المجال، وأشار إلى أن هذه الدول أرسلت 1300 طن مساعدات إنسانية إلى سورية .

وأكد نائب وزير الدفاع الروسي تمسك موسكو بفكرة “مؤتمر شعوب سورية ”، وقال إن الخطوة التالية في سورية هي التسوية السورية، وأن “الاحتمال الأفضل من وجهة نظرنا هو عقد منتدى سوري واسع، أي المؤتمر السوري للحوار الوطني”. وأشار إلى موافقة النظام السوري على المشاركة في المؤتمر، زاعماً أن “المعارضة كذلك ترى أفاقا إيجابية للمؤتمر”. وأشار إلى أن “المؤتمر سيسمح لممثلي كل مكونات المجتمع السوري أن يختاروا بنفسهم درب البلاد”، وأكد أن موسكو مهتمة بأن يجري المؤتمر برعاية الأمم المتحدة. وأعلنت كبرى تجمعات المعارضة السورية عن رفضها مؤتمر الحوار، وذلك في بيانات رسمية عن الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وكذلك رفضته المعارضة السورية، بينما قال قدري جميل متحدثاً باسم منصة موسكو، إنه بانتظار تسلم الدعوة ليتخذ قراره بشأن المؤتمر. ووافق كل من أحمد الجربا رئيس تيار “الغد السوري” ولؤي حسين رئيس تيار “بناء الدولة السورية”، وكذلك منصة القاهرة على المشاركة في المؤتمر. ودوليا أعلنت فرنسا تمسكها بعملية المفاوضات في جنيف كإطار وحيد مقبول ومتفق عليه دوليا لبحث قضايا التسوية السياسية وبينها الدستور والانتخابات، وأعلنت الولايات المتحدة عن موقف مماثل، وذلك على لسان وزير الدفاع جيم ماتيس، الذي أكد أمس تمسك بلاده بعملية جنيف، والرغبة بنقل ما يجري في آستانة إلى جنيف.

ويتوقع أن يكون المؤتمر الروسي المقترح للحوار بين السوريين موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال محادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، الذي سيصل في زيارة إلى روسيا يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام روسية، وقالت إن إردوغان سيبحث مع بوتين المؤتمر، لا سيما مشاركة “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذي تصنفه أنقرة “جماعة إرهابية”.