الانتخابات الأردنية

أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات في الأردن أمس النتائج الرسمية لانتخابات البلديات ومجالس المحافظات التي أجريت أول من أمس، ووصلت نسبة الاقتراع فيها إلى نحو 32 في المئة، وسط تصويت متواضع في المدن الكبرى، خصوصاً عمان والزرقاء وإربد ذات الكثافة السكانية العالية. وتنافس المرشحون على الفوز برئاسة 100 بلدية وعضوية 355 مجلساً محلياً، و158 مقعداً لمجالس المحافظات الـ12، علماً أن انتخابات المحافظات هي الأولى بعد إقرار قانون اللامركزية أو مجالس المحافظات عام 2016، والذي أُوجدت بموجبه إدارات محلية للمحافظات.

وبدت لافتة النتائج التي حققها تحالف الإصلاح الوطني الذي يقوده الإسلاميون في البلاد، إذ أُعلن فوزه بـ76 مقعداً، من بينها رئاسة 3 بلديات، إحداها بلدية الزرقاء، ثاني أكبر مدينة في البلاد لجهة عدد السكان (20 كيلومتراً شرق عمان). وفاز بمنصب رئيس بلديتها النائب الإسلامي السابق علي أبو السكر الذي نجح في انتزاع حكم قضائي مكّنه من الترشح لانتخابات البلديات بعد أن كان ممنوعاً بقرار قضائي سابق من الترشح للانتخابات النيابية على خلفية إسقاط نيابته عام 2006، بعد أن شارك مع عدد من النواب الإسلاميين في عزاء الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتلته غارة أميركية في العراق آنذاك.

كما فاز التحالف الإسلامي بـ25 مقعداً في مجالس المحافظات من أصل 48 تقدم لها، وبما نسبته 52 في المئة في ثماني محافظات. وفاز خمسة مرشحين بعضوية مجلس أمانة عمان الكبرى من أصل 12 مرشحاً قدمهم التحالف. وعلى مستوى المجالس البلدية، تحقق الفوز بـ41 مقعداً من أصل 88 ترشحوا لهذه المجالس. وكان التحالف رشح 154 شخصاً، بينهم 11 سيدة، لخوض انتخابات البلديات ومجالس المحافظات.

ولفتت هذه النتائج اهتمام المراقبين كونها المرة الأولى التي يشارك فيها الإسلاميون في انتخابات البلديات بعد مقاطعة استمرت نحو 10 سنوات. وعلى صعيد التجاوزات، أعلنت الهيئة المستقلة للانتخاب إلغاء الانتخابات في ثلاثة مراكز اقتراع في منطقة الموقر (30 كيلومتراً جنوب عمان) بعد اعتداءات نفذها أنصار مرشحين في مراكز مدرسة ذكور وأخرى للإناث، إضافة إلى مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا المعلومات، إذ اعتدوا على صناديق الاقتراع قبل أن يحتجزوا رئيس اللجنة الانتخابية بعد العبث بأوراق الاقتراع ومصادرة أختام الهيئة.

على صعيد متصل، حملت نتائج الانتخابات مفاجأة تتعلق بمستوى تمثيل النساء، إذ تمكنت 64 سيدة من الفوز بالتنافس بمقاعد في المجالس المحلية، علاوة على مقاعد الكوتا المخصصة لهن. في ما عدا ذلك، لم تحمل نتائج الانتخابات مفاجآت، إذ إن معظم الفائزين بها كان ترشح بناء على إجماع عائلي أو عشائري، أو أنه من أصحاب رؤوس الأموال في مناطقه.