الخرطوم - عادل سلامه
حذرت «الحركة الشعبية - الشمال» السودانية المعارِضة، بقيادة مالك عقار، من تحركات قوات الفصيل الآخر في الحركة الذي يقوده عبدالعزيز الحلو في مناطق سيطرتها في ولاية النيل الأزرق، ما ينذر بتجدد قتال بين الطرفين، كان أدى إلى سقوط مئات القتلى، ووقعت اشتباكات بين قوات تابعة للفصيلين في مخيمات اللاجئين والمناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية في النيل الأزرق، بعد انقسامها في آذار/ مارس الماضي.
ووجّه الأمين العام للحركة الشعبية، إسماعيل خميس جلاب رسالة إلى عبدالعزيز الحلو طالبه فيها بالاحتكام إلى صوت العقل والرحمة لوقف «عملية إبادة مواطني النيل الأزرق»، وجلوس الفصيلين معاً لوقف الحرب بين «الرفاق» وإيصال الإغاثة، قائلًا، الذي عيّنه عقّار أمينًا عامًا لفصيله في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي: «كما أوجّه رسالتي للرفيق جوزيف تكا ومن هم تحت قيادته المباشرة بألا ينفذوا تعليمات عبدالعزيز الحلو ويشتركوا معه في إبادة أهلهم في النيل الأزرق»، مضيفًا «بل ندعوه كما دعيناه ومن معه سابقًا إلى الجلوس معنا لوقف الحرب في النيل الأزرق، لاسيما وقد رُصد تحرك قواته في الأيام القليلة الماضية نحو مناطق سيطرة الحركة وقتلهم أحد الضباط برتبة رائد إيذانًا بتجدد القتال».
وأشار جلاب إلى أن القتال بين فصيلي الحركة الشعبية أسفر عن سقوط قتلى من أهالي النيل الأزرق ونهب وتدمير في الممتلكات، مؤكدًا أن مناشدات عدة صدرت عن رئيس الحركة مالك عقار وأطراف إقليمية ودولية أخرى، لحلو لوقف الحرب وإيصال المساعدات، لكن الأخير رفض كل المبادرات.
إلى ذلك، قال رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، إن كل صفات الدولة الفاشلة بدرجة مختلفة تنطبق على السودان الرسمي، وهو بالذهنية المسيطرة عليه حاليًا لن يستطيع الانتقال من نهج التمكين والإقصاء والإلحاق الانتقائي إلى نهج قومي، وأنه لن يحقق الإصلاح الاقتصادي المنشود بسياسته الراهنة، ولن يستطيع كذلك تحقيق السلام.
ولفت المهدي إلى أن انتخابات عام 2020 ستكون نسخة أخرى من اللتين سبقتاها في 2010 و2015. وقال: «إذا استشعر النظام حقيقة واقعة، فإن مخرجه ومخرج الوطن هو الدعوة لملتقى قومي جامع»، مشيرًا إلى أن «دولتي السودان اتبعتا نهج الحزب المسيطر العازل للآخرين إلا من هادن».
واعتبر المهدي خلال ندوة في الخرطوم عن السلام بين السودان وجنوب السودان، أن «مقاييس الدولة الجنوبية الفاشلة تتمظهر في شكل واضح في النسبة الكبيرة للذين صوتوا بأرجلهم فرارًا من الحالة الوطنية المتردية، فضلًا عن العدد الكبير للذين صوتوا باعتصامهم الداخلي كنازحين، إضافة إلى تفوق الحكم الأمني على التراضي الشعبي».
على صعيد آخر، طالب زعيم التمرد في جنوب السودان، رياك مشار الوساطة الأفريقية بالسماح له بالسفر إلى إثيوبيا لترتيب اجتماعات المكتب السياسي والمجلس العسكري لحركته، وصرح ناطق باسم مشار، يُدعى مبارك يوهانس أنه «بعد تموز-يوليو 2016 تشتت قيادات المعارضة وابتعد بعضهم من الإقليم خوفًا على حياتهم وعاد بعضهم الى مناطق سيطرة الحركة، خصوصًا بعد المواقف العدائية من بعض دول الإقليم بخطف زملاء لهم».
وأضاف يوهانس: «وضع مشار في جنوب أفريقيا لا يسمح له بالاتصال بالعالم الخارجي»، مشيرًا إلى أن مشار طلب من الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «ايغاد» وتحديدًا من رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين إمهال المعارضة فترة أسبوعين، لعقد اجتماعات المكتب السياسي والمجلس العسكري الأعلى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على أن يرحَّل إلى إثيوبيا لمباشرة مهامه التنظيمية للوصول إلى رؤية شاملة لتحقيق السلام ووقف الحرب.
وقال يوهانس في حسابه الشخصي على «فيسبوك»، إن «مشار سمى وفدًا مؤلفًا من نائب رئيس الحركة هنري إودوار، وأنجلينا تينج، والياس نيامليل واكو، إضافة إلى قائمة ضمّت قياديين عسكريين وسياسيين لحضور المنتدى الذي تستضيفه أديس أبابا، الإثنين ».