حادث دهس المصلين أمام مسجد في لندن

أصدرت محكمة بريطانية حكمًا بالسجن المؤبد، بحق المتهم دارين أوزبورن، الذي دهس بسيارة حشدًا من المسلمين أمام مسجد، شمالي العاصمة البريطانية لندن.

ويقضي الحكم الصادر بحق أوزبورن بأن يقبع في السجن 43 عامًا، قبل أن يكون من الممكن النظر في العفو عنه، ما يعني أنه لن يخرج من السجن قبل بلوغه من العمر 91 عامًا.

ولم يعترف أوزبورن بذنبه، وادعى بأن شخصًا آخر كان يقود السيارة أثناء دهس المصلين. وأشار إلى أن عملية الدهس كان مخططًا لها، وشارك فيها شخص ثالث. ومع ذلك تبين تسجيلات كاميرات المراقبة أن أوزبورن كان وحده داخل السيارة، وخلال المرافعات القضائية أعلن دارين أوزبورن أنه كان يعتزم قتل اثنين من السياسيين البارزين في حزب العمال البريطاني، هما زعيم الحزب جيريمي كوربين، وعمدة لندن صادق خان.

وعثرت الشرطة داخل السيارة على رسالة كتبها أوزبورن، وأعرب فيها عن امتعاضه من «تقاعس» السلطات البريطانية في أعقاب سلسلة من الهجمات نفذها متطرفون إسلاميون، ووصف كوربين بأنه مؤيد للإرهابيين.

ونفذ أوزبورن هجومه بدوافع معاداة الإسلام في يونيو (حزيران) عام 2017، أمام مسجد في منطقة فينسبيري بارك في شمال لندن، وأسفرت عملية الدهس عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين بجروح.

وحكمت محكمة «وولويتش كراون» في العاصمة البريطانية لندن على دارين أوزبورن، الذي قتل رجلًا، يبلغ من العمر 51 عامًا، وأصاب تسعة آخرين في الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من ليلة 19 يونيو (حزيران) الماضي، بالسجن المؤبد لمدة لا تقل عن 43 عامًا.

وأدين أوزبورن، وهو من كارديف في ويلز، بالقتل المتصل بالإرهاب وبالشروع في القتل، رغم إنكاره التهم الموجهة إليه.

في غضون ذلك، رحب إمام مسجد في لندن، استهدف في هجوم بشاحنة العام الماضي، بحكم محكمة بريطانية بإدانة السائق الذي صدم بشاحنته المصلين خارج المسجد وقتل شخصًا.

وأدانت المحكمة الرجل أول الخميس بقتل شخص بسيارته التي دهس بها مجموعة من المصلين المسلمين عمدًا خارج مسجد في شمال لندن. وخلصت المحكمة إلى أن الرجل اتجه لكراهية المسلمين بسبب مشاهدته مسلسلًا تلفزيونياً يحكي قصة استغلال جنسي للأطفال تتضمن بريطانيين من أصل باكستاني.

وقال إمام المسجد ويدعى محمد محمود في مقابلة يوم 25 يناير (كانون الثاني) إنه يشعر بالسعادة لأن أسر الضحايا «أصبح بإمكانهم الحصول على العدالة».

واستحوذت كراهية المسلمين على دارين أوزبورن (48 عامًا)، الذي لم تكن له آراء يمينية قبل مشاهدة مسلسل على شبكة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الذي يتناول قصة ثلاث فتيات وقعن فريسة لعصابات تستغل الأطفال جنسيًا.

وقالت الشرطة إن الرجل بدأ بعد ذلك في البحث عن شخصيات وجماعات يمينية، الأمر الذي أقحمه في دوامة من التطرف والرغبة في تنفيذ هجوم، وفي رسالة خطية تركت في السيارة وصف أوزبورن الرجال المسلمين بأنهم مغتصبون، وعبر عن احتقاره لرئيس بلدية لندن صادق خان، وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، وقال للمحلفين في وقت لاحق إنه أراد قتل كوربين في يوم الهجوم نفسه.