المتظاهرين في قطاع غزة

نفّذت إسرائيل تهديداتها بالتعرض بالرصاص الحي للمتظاهرين في قطاع غزة، إذ قتلت 15 منهم وجرحت أكثر من ألف، في حصيلة أعلنت مساء الجمعة، مهددةً باللجوء إلى القوة ذاتها في حال صعّد الفلسطينيون احتجاجاتهم خلال الأسابيع الستة المقبلة، حتى منتصف أيار/ مايو المقبل في ذكرى النكبة الفلسطينية ويوم الاحتفال الإسرائيلي بانتقال السفارة الأميركية إلى القدس.

وانعكس قلق الإسرائيليين من احتمال نجاح فلسطينيين في دخول أراضيهم، بتوجه رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوت وقائد "المنطقة الجنوبية" أيال زمير، إلى الحدود والإشراف على عمليات الجيش بعد إعلان المنطقة الحدودية منطقة عسكرية مغلقة، بينما كان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان يتلقى التقارير تباعا عن المستجدات في مقر الوزارة في تل أبيب.

وأفادت الإذاعة العبرية بأن ليبرمان ينظر إلى "مسيرة المليون" كحدث استراتيجي من الدرجة الأولى، وهو ما حدا أيضا بالجنرال أيزنكوت إلى التوجه شخصيا إلى الحدود. ولم يتردد ليبرمان في توجيه نداء باللغة العربية إلى أهالي غزة على حسابه في "تويتر" كتب فيه: "إلى سكان قطاع غزة: قيادة حماس تغامر بحياتكم. كل من يقترب من الجدار يعرّض حياته للخطر. أنصحكم بمواصلة حياتكم العادية والطبيعية وعدم المشاركة في الاستفزاز".

كانت إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة أنها تعتزم "الدفاع عن نفسها" في مواجهة المسيرات، وبعث السفير الإسرائيلي لدى المنظمة الدولية داني دانون رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن، يحذر فيها من "مساعي القادة الفلسطينيين الخطرة إلى خلق نزاع من خلال تنظيم سلسلة من المواجهات الواسعة".

كان الجيش الإسرائيلي ضاعف عديد قواته على الحدود مع القطاع واستقدم كتائب مختلفة وقوات من الشرطة و"حرس الحدود" ونشر مئة قناص تلقوا أوامر بإطلاق الرصاص الحي على من يقترب من السياج، كما عزز الحراسة على مداخل المستوطنات والكيبوتسات المجاورة للحدود، والتي طُلب من سكانها التيقظ وحمل السلاح إذا لزم الأمر.

وأقام الجيش جدرانا من الرمال وأسيجة لمنع تسلل فلسطينيين إلى البلدات الإسرائيلية، وزوّد الجنود بوسائل قمع مختلفة لتفريق التظاهرات.

في موازاة ذلك، أعلن الاحتلال إغلاق الضفة الغربية لمدة أسبوع، إلى حين الاحتفال بالفصح اليهودي، الجمعة المقبل. وأفادت الإذاعة بأن الجيش ألغى عطل جنوده تحسبا لأي طارئ يشوّش على العيد الذي بدأ مساء أمس.

وشهدت بلدات عربية عدة داخل إسرائيل، مسيرات احتجاجية نظمتها "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" في الذكرى السنوية الثانية والأربعين لـ"يوم الأرض" الذي قتل فيه ستة شبان برصاص الشرطة الإسرائيلية كانوا بين المشاركين في تظاهرات عارمة ضد مصادرة الأراضي. وكانت المسيرة المركزية في بلدة عرابة في الجليل التي انطلقت منها التظاهرة الأولى وسقط فيها الشهيد الأول عشية "يوم الأرض".

وحيال سخونة الأجواء مع الفلسطينيين، بعثت "هيئة الأمن القومي" في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية برسالة إلى أعضاء الكنيست جميعا بالامتناع عن زيارة "جبل الهيكل" (المسجد الأقصى المبارك) في الأشهر الثلاثة المقبلة "بسبب التوتر الأمني".

وتضمنت رسالة الهيئة إشارة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الذي اتخذ القرار هذا الأسبوع في أعقاب "تقويمات أجهزة الاستخبارات في شأن تعزز احتمال الانفجار في الحلبة الفلسطينية على جبهتيها (الضفة والقطاع) في الفترة الوشيكة، مع تزامن حلول مجموعة أحداث وأيام ذكرى وأعياد"، مضيفا أن هذه التعليمات «تبقى سارية المفعول حتى 15 حزيران/ يونيو المقبل، مع انتهاء شهر رمضان».